اطلس:علي سمودي - اشتاق لعناقه، وغيابه يوجعنا، تقول خيرية التي نالت منها الأمراض طيلة 18 سنة قضتها متنقلةً من سجن لآخر، لرؤية ابنها منذر، الذي اعتقله الاحتلال وهو ابن 24 عامًا، ويشارف الآن على إنهاء منتصف العقد الخامس من عمره.
تأمل الوالدة السبعينية خيرية نور أن ترى ابنها منذر خليل نور، من عنبتا في طولكرم، حرًا في أول صفقة تبادل قادمة، وهو المحكوم بالسّجن المؤبد، وأن تزفّه إلى عروسه بعد أن تصلي لله شكرًا على نعمة الحرية.
منذر هو الرابع بين 9 أبناء، تعلّم في مدارس البلدة، ونجح في الفرع الصناعي بالثانوية العامة الفرع الصناعي، والتحق بدورات تدريبية في مجال الإغاثة والإسعاف، ثم عمل سائق إسعاف في طولكرم، إلى أن اعتقله الاحتلال في 2002، وفقًا لوالده.
وعن اعتقاله يشير والده إلى أن منذر لم يكن مطلوبًا للاحتلال، وقد فوجئت العائلة بأن وحدات إسرائيلية داهمت شقّة صديقه في رام الله، إذ كان ينوي المبيت عنده، وجرى اعتقاله ونقله لتحقيق استمر ثلاثة أشهر، وتعرض خلالها للعزل وعقاب استمر لمدة سنة منع خلالها من زيارة الأهل.
عانى الأب كثيرًا جرّاء فقدان ابنه، ففقد بصره وهو المصاب بمرض السكري، فلم يعد يقوى على زيارة ابنه بسبب وضعه الصحي إلا من خلال التنسيق مع الصليب الأحمر عبر سيارة إسعاف.
تقول الأم إنها لم تتحمل غياب ابنها، فعلّقت صوره في كل أرجاء البيت، وتضيف أن "هذه هي الطريقة الوحيدة التي تخفف عنا وتمنحنا العزم والصبر".
وتشير خيرية إلى أن ابنها تعرّض لكافة العقوبات في سجنه، إذ عاني من سياسة التنقلات بين السجون والمنع الأمني حتى أصبحت وحدها هي من تقدر على زيارته رغم أمراض المرارة والغضاريف والمفاصل، وهي التي "لم يبق سجن إلا وعانت على أبوابه".
لكن ورغم ذلك، فإنه نجح في الثانوية العامة وأكمل دراسته في جامعة القدس بتخصص علم النفس، والأمل -كما تقول والدته- أن يكمل مشوار حياته التعليمي والمعيشي بيننا، ونفرح بحريته وزفافه وأبنائه.