اطلس: الانتخابات الأمريكية والسباق المحموم والتنافس غير المسبوق بين مرشح الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة وصل إلى نهاياته، واقتربت لحظة النتائج التي قد تعيد ترامب لولاية جديدة مدتها أربعة أعوام، وقد تفتح الباب أمام جوبايدن المرشح الديمقراطي
الذي ينافس ليكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، برغم تهديدات ترامب وعنجهيته، وبرغم تصريحاته التي قد تدفع بالوضع الداخلي الأمريكي إلى الانفجار، إذا ما خسر في الانتخابات.
تصريحات ترامب المعهودة لم تتغير منذ توليه الرئاسة، ولم تتغير لهجته ورعونته التي يبدو أن الكثيرين من الشعب الأمريكي معتد بها ويحبها، ولهذا فإنهم يتوجهون لصناديق الانتخاب من أجل الإدلاء بأصواتهم لصالح ترامب، وهذا دفعه ليعلن رفضه لأية نتائج لا تضمن نجاحه، ولا تضمن عودته في دروة انتخابية جديدة، وهو غير آبه بأصوات معارضيه ويظهر بأنه غير آبه بمنافسه الذي يتقدم عليه بحسب الكثير من استطلاعات الرأي.
يذهب البعض للمفاضلة بين ترامب وبايدن، خاصة فيما يتعلق بملف الشرق الأوسط وتحديداً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والحقيقة أن المفاضلة على هذا النحو باطلة وخاسرة، لأن الحزبين الجمهوري والديمقراطي لهما نفس الأجندات ولو اختلفت الطرق والوسائل، فكلاهما يعملان لصالح إسرائيل وكلاهما يسعيان للمزيد من تفتيت العالم العربي، ولو اختلفت بعض السياسات هنا أو هناك، فكل التكهنات التي تنطلق في الآونة الأخيرة حول نوايا بايدن تغيير بعض السياسات في المنطقة لا أعتقد أنها ممكنة، خاصة في ظل المشهد الراهن، وحالة الضعف العربي، والتسابق نحو التطبيع ونحو تمرير صفقة القرن التي بدأت متدحرجة وقطعت شوطاً في تطبيقها، ولا أظن أن بايدن قد يخطو خطوات ملموسة تجاه تغيير السياسة الأمريكية الخارجية في بعض الملفات، وهذا يدفعنا لنقول أن الرهان على المفاضلة بين مرشحي الحزبين هو رهان خاسر، وأن الدفع بتقديم بايدن على أنه رجل قد يحقق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية مجرد وهم، ولا يمكننا أن نراهن على الأمر إلا من باب واحد، وهو اعتبار سقوط ترامب هو هزيمة لمنطق العربدة وعقلية العصابة.
ترامب الوجه القبيح الذي أحدث زلزالاً في المنطقة، وأحدث شروخاً عميقة بين الدول، ودفع بعنجهية غير مسبوقة في تسوية بعض الملفات الخارجية، واعتمد منطق الخاوة وعقلية العصابة بإرغام بعض الدول الدفع المالي من ثرواتها، وعمد على كسر الكثير من اللاءات التي كانت ترفعها بعض الدول، وتماهى بشكل تام مع سياسة اليمين في إسرائيل وفتح الباب أمام تحالف كبير مع نتنياهو، وعبر عن هذا التحالف بالرؤى في خرق للقانون الدولي والشرعية الدولية، وتجاوز كل الخطوط الحمراء بحماقة غير معهودة في رؤساء البيت الأبيض، يراهن اليوم على الناخب الأمريكي ليعيده لفترة حكم ثانية، مهدداً ومتوعداً كل من يعارضه ومن لا يصوت له، وحتى صدور النتائج تبقى التكهنات وتبقى التحليلات سيدة الموقف، والعالم يتابع نتائج الانتخابات الأمريكية ويترقب ما ينتج عنها.