اطلس:في أحد الأيام خرج أحد الملوك من قصره بعد أن طلّق نسائه (حيث أنه كان متزوج من ثلاثة نساء ) خرج إلى حديقة قصره التي كانت تُطل على البحر لِينَفسْ عن غضبه ويفكْر في سوء اختياره لنسائه ويحاسب نفسه وبينما هو جالس في حديقته مَرْ بجانبه فلّاح الحديقة (الذي كان
يعمل عند الملك) مَرْ من أمامه يمشي هو وزوجته وهم في قمة السعادة وضحكاتهم تعلو بين الأشجار فراقبهما الملك ويتسائل في نفسه كيف لامرأة أن تكون هكذا سعيدة مع رجل فلّاح وانا مَلكْ ونسائي يعشْن معي بأسوأ حال ؟
بعدها توجه الملك إلى الفلّاح فناداه فجاء الفلاح مسرعا وسلْم عليه فقال له الملك أريد أن اتزوج من امرأتك وأريدك أن تطلقها فقال الفلّاح ولكن ياسيدي لا استطيع هذه زوجتي وقد لاترغب هي بالزواج منك فقال له طلقها وسأزوجك من نسائي الثلاثة وسأسكنك في قصر في تلك الجزيرة وفي هذا القصر غرفة من ذهب ونقود وغرفة من الطعام ما لذ وطاب ويوجد هناك مئة من حرس وفلّاحين وخدم لخدمتك مقابل أن تزوجني زوجتك فقال له الفلاح سأكلم زوجتي وأخبرك بالجواب غداً.
ذهب الفلّاح إلى زوجته ليقص عليها ما أمره به الملك فقال لها يجب أن نهرب فلو بقينا هنا سيقتلني الملك فقالت له زوجته ولماذا لاتوافق نحن فقراء ونحتاج المال فأنت ستكون ملك في الجزيرة وأنا سأكون زوجة الملك يعني ملكة وأنت تعرف إن هذا الملك كثيراً ما يطلق زوجاته ويتزوج غيرهن وعند طلاقي سأرجع أليك فكّر الفلّاح في كلام زوجته فوافق وذهب في اليوم التالي إلى الملك ليبلغه موافقته فرح الملك بذلك فأعطاه ما وعده به وأعطاه قارباً صغيراً ليعبر به إلى الجزيرة ومعه زوجاته الثلاثة وبما أن القارب صغير قرر أن يعبر بالزوجات واحدة تلو الاخرى فبدأ بأول زوجة وبينما هما في البحر قال لها لماذا طلقك الملك تكلمي بكل صراحة فقالت له إني كثيرة النق وإثارة المشاكل بسبب عدم اهتمام الملك لي فقال لها الفلاح أنا لا أغضب أثيري ماشأتي من المشاكل وعبر بها الى الجزيرة ورجع ليأخذ زوجته الثانية وأيضا سألها نفس السؤال لماذا طلقك الملك فقالت له أنا امرأة أحب النوم مع زوجي كثيراً وبسبب انشغال الملك عني خنته مع أحد الخدم وعندما اكتشف ذلك طلقني فقال لها الفلاح أنا أيضا أحب النوم مع زوجتي فسوف أعجبك كثيراً وإن لم أعجبك فعندي مئة رجل في الجزيرة اختاري أي رجل ترغبين فوصل بها إلى الجزيرة وعاد ليأخذ الثالثة والأخيرة وسالها نفس السؤال لماذ طلقك الملك فقالت أنا كنت مشردة ورأني الملك في الطريق فعَمِلْت خادمة عنده وبعد فترة أعجبته وطلب يدي للزواج وبعد إن تزوجني طلبت منه أن يعطيني قصراً فلم يقبل فتعاونت مع أعدائه مقابل مبلغ مالي وعندما اكتشف خيانتي له طلقني أنا وزوجاته ، عندما انتهت من قصتها رماها الفلاح في عرض البحر وعبر إلى قصره ليعيش بسعاده مع زوجاته الاثنين وبعد مرور خمسة سنوات جاء الفلاح وزوجاته في مدينة الملك فذهب إلى قصر الملك ليُسلّم عليه فسلّم عليه بكل تواضع وإمتنان من ما فعله له الملك وسلم على زوجة الملك التي كانت زوجته وكانت ايضا سعيدة جدا مع الملك،فسأل الملك عن زوجته السابقة وعن حياتها مع الملك فأجابه الملك أنها أروع امرأة شاهدها فساله الملك وأنت كيف عشت بسعادة وأنت علمت ما فعلن فقال له الفلاح أنا عندما سالتهم عن سبب طلاقهم كانت الزوجة الاولى مشكلتها بالإهتمام وانا اهتممت بزوجاتي كثيراً وأما الزوجة الثانية فكانت مشكلتها النوم في الفراش فأكثرت النوم معها فلم ترى غيري ولم تفكر في خيانتي فسأله الملك عن زوجته الثالثة فقال له رميتها في البحر بسبب أنها نكرت أصلها وطلبت ما ليس لها فهذه ممكن أن تصلح لكن أن تقوم بخيانة من ساعدها وخانت أرضها هذه لايمكن إصلاحها أبداً.
هذه القصة من وحي الكاتب والمعنى ليس في قلب الشاعر فقد أصبح مفهوما للجميع.