اطلس: حاولتُ سبر أغوار ودوافع هبة الغضب المضخمة حد الطبل، وبما يفوق آلاف المرات قدرة مكبرات صوت الحفل، وكل ما رافقها من نعرات وهروب من المسؤولية؛
لتفسير تداعيات و خلفيات هذا الأمر وحقيقة ما جرى، وقسوة استسهال سياسة البحث عن القربان للاختباء خلفه، أو جلد الذات لإثبات طابع الهوية التي تبدو مشوشة.
أظن أنه وبالاضافة لضياع بوصلة الجوهري، والخيط البيّن الذي يميزه عن الهامشي في أولويات الرأي العام، الذي يطفو على سطح اختفاء المسؤولين عن واجباتهم وتهريب المسؤوليات نحو غيرهم؛ فإن طاقة غضب متعددة الخلفيات والتوجهات تكمن خلف وفي جوهر ما يجري، وهي التي تجعل مقاومة تهويد الأرض والمقدسات وكأنها أمر غير ملّح، أو تصويب السياسات كأنها ضرب من المستحيل.
إنه اليأس و اغتيال الأمل، الذي يفعل فعله ويتسبب في انفراط العقد الذي كان يجمع فسيفساء هويتنا في البقاء، وفلسفة قدرتنا على مواجة خطر المستعمر وصون حقوق الناس وبناء مستقبلها في هذه البلاد!
عقدنا الاجتماعي بات متهتك ويهدد هويتنا وروايتنا. فنمارس غضبنا و محاولات إثبات وجودنا بالتغطية على فشلنا؛ في مواجهة بعضنا البعض تعبيرا عن هذا العجز، فيتسيّد الانقسام وتعم الشرذمة، وتغيب الثقة ويختلط الحابل بالنابل ؛ لا خلاص ولا نجاة في مثل هذه المعارك الكبرى بالبحث عن خلاصات فردية، ولا تغيير في اتجاه البوصلة أو مكانة القبطان وتصويب العقد الاجتماعي سوى بحركة جماعية تعيد تجميع واستنهاض طاقات الجميع دون استثناء، وتضع أولوياتها في خدمة اتجاه بوصلة الوطن ومقدساته المهددة بالسطو والمصادرة والتهويد، ومكانة الإنسان الذي بدونه لن تحرر الأوطان..
من هنا نبدأ، وليس بمطحنة تبرئة الذئب من دم يعقوب! نعم من هنا نبدأ لتصويب جوهر النقاش العام حول رؤى وبرامج وتعبيراتها في قنوات وأطر التمثيل والمساءلة والمحاسبة.. وليس في دهاليز الولاءات والمداهنة!