اطلس:استشهاد عمر في مبنى السفارة الفلسطينية في بلغاريا بتاريخ 26/2/2016 مثل صدمة معنوية غير مسبوقة في الوعي الفردي والجمعي لابناء شعبنا، اغتيال عمر كان مكتوبا على الجدار سيما وان الظروف
التي رافقت وجوده في السفارة وما تم عرضه عليه من المغادرة الى الجزائر من خلال تهريبه عبر تركيا اوحت بان امرا ما على وشك الحدوث معه.
ان الملف القانوني لجريمة الاغتيال ما زال مفتوحا في بلغاريا !!! اما في فلسطين وكأن غبار الاحداث قد دفنت الملف في ادراج النيابة العامة الفلسطينية.
شكلت اكثر من لجنة وللاسف فان اللجان خرجت بنتائج اقل ما يقال عنها انها تجافي الواقع والمعلومات والاحداث التي سبقت وتلاحقت حتى وقعت جريمة الاغتيال.
أُسرة عمر تؤمن ان اسرائيل هي الفاعل مستخدمة افراد وقتله مأجورين لتنفيذ فعلتهم كما حصل في عملية اغتيال الزواوي في تونس وغيرها الكثير.
كي ينجو البعض بفعل تقصيره او تواطئه يدعي ان عمر قد "انتحر"!!!.جدلية عقيمة ومتناقضة الى حد يثير معه السخرية من هذه الفرضية البائسة، فلماذا يصر البعض على تبرأت "اسرائيل" على الرغم ان من تابع الاعلام العبري في حينه يدرك انهم كانوا يحتفلون باغتيال عمر!
الكارثة ان عملية الاغتيال تمت داخل السفارة وطوي الملف وكأن شئ لم يكن!!! لم يحاسب احد!!! ولم ينقل احد من السفارة !!! ولم يعلن النائب العام الفلسطيني اية نتائج للتحقيق ودفن الملف في اروقة الساسة وصناع القرار!!!. ترك التقصير في التعامل مع الملف وكل ما رافقه ليخرج البعض برواية الانتحار، وكأن الانتحار وان وقع يعفي المسؤولين عن الحادث، وهو محض كذب وافتراء لا اساس موضوعي او ذاتي له.
عمر قضية و وجع ونزيف لن يتوقف حتى يتم محاسبة من تواطئ او سهل عملية الاغتيال ، واعتقد ان "اسرائيل" ستكشف قريبا او بعيدا عن طريقة اغتيال الشهيد عمر.
للاسف فان المؤسسات الحقوقية الفلسطينية غابت عن قضية عمر ولم يجرؤ أي من هذه المؤسسات على اصدار بيان حول عملية الاغتيال او ملابساتها، مما يثير تساؤولات عن دور هذه المؤسسات في الدفاع عن حقوق وحريات الفلسطينين اينما كانوا. كما ان الفصائل الفلسطينة لم تقوم بما عليها من مسؤلية وطنية تجاه الشهيد عمر، الجميع تركوا الشهيد وعائلته يخوضون معركة القدر لوحدهم.
ما لفت الانتباه في حادثة اغتيال عمر ان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله قد تحدث عن عملية الاغتيال واثار جملة من التساؤلات حول عملية الاغتيال، مما فتح الباب امام تساؤل مهم، فهل اغتيال عمر كان جزء من الصراع الاستخباري الاسرائيلي- والمقاومة في بلغاريا، بالفعل قد يكون الشهيد عمر احد شهداءه هذه المعركة، وان كان حزب الله يملك أي معلومات عليه ان يضعها في حوزة العائلة او تنظيم الشهيد عمر.
معركة الحقيقة ما زالت عائلة عمر تحملها وتقض مضاجعها وصولا لمحاسبة كل من نفذ او خطط او سهل او حاول اخفاء الحقيقة وكي يتحول هذا الجهد العائلي الى جهد وطني نرى ان امام أُسرة عمر الصغيرة والكبيرة واصدقاءه القيام بعدد من الخطوات وهي:
1- ضرورة المطالبة بنشر التحقيقات ونتائجها التي توصلت لها النيابة العامة الفلسطينية بملف اغتيال عمر من خلال توجيه رسالة الى النائب العام وفي حال عدم القيام بذلك يمكن لعائلة الشهيد تكليف من يرونه مناسبا لمراجعة النائب العام لغايات الاطلاع على التحقيقات ونشرها واطلاع العائلة عليها.
2- انشاء مؤسسة باسم الشهيد عمر تحمل ملفه القانوني والسياسي والاعلامي والتنموي بتبرع كريم من احباءه واصدقاءه وكل الجهات الداعمه لملفه، بحيث تسجل في بروكسل مثلا على ان يفتح لها فروع في فلسطين وبلغاريا وكل مكان يمكن مباشرة اعمال تعزز من تاريخ عمر وتنهض بالملف وفقا لرؤية لا تكل او تندثر.
3- ان يكون من اهداف هذه المؤسسة انشاء مراكز شبابية او مدارس او مراكز صحية تخدم ابناء شعبنا في فلسطين حتى تبقى رسالة الشهيد باقية ما بقيت فلسطين.
4- تشكيل فريق قانوني لمتابعة الملف لدى الجهات الفلسطينية والبلغارية لضمان ملاحقة ومحاسبة كل من له ضلع في اغتيال الشهيد عمر او على الاقل وضع الامور بنصابها الوطني والقانوني.
5- انشاء موقع الكتروني يتم وضع كل ما يتعلق بتاريخ الشهيد عمر وكافة ما يتعلق بالملف الخاص باغتياله من اسماء واحداث صاحبت ورافقت عملية الاغتيال.
6- اطلاق برنامج انشطة في ذكرى اغتياله في كافة ارجاء الوطن وفي بلغاريا.
7- الاعلان عن جائزة سنوية باسم الشهيد عمر لتخليد ذكراه.
8- ضرورة شرح تاريخ عمر في مدارس جنين في كل عام في ذكرى اغتياله، للحفاظ على الذاكرة الجماعية والفردية للشهيد.
الوصول للحقيقة هي المبتغى لروح الشهيد وعنوان المحاسبة والمساءلة لكل من كان له دور في عملية الاغتيال سواء بطريقه مباشرة او غير مباشرة. كي لا تتأكل ذكراه على كل من يحبه ان يحول قضية استشهاده الى رواية عمل ونموذج يحتذى من خلال مأسسة النضال القانوني والاعلامي من اجل الحفاظ على قضيته، وابقاء الشهيد عمر حيا في ذاكرة كل الاحرار، رحم الله الشهيد وغفر له واسكنه فسيح جناته.