شأنه شأن الفنون الأخرى فإنه من المفترض أن يكون وسيلة للترفية عن الناس وإشتهر معه مسرح " خيال الظل" حيث كان أكثر قربا من الأخير لرواية القصص التاريخية أو التعليمية أو الفكاهية وحتى السياسية في وقت لم يكن قد ظهرت بعد " الشاشة العريضة" أو الأفلام المتحركة.
ولمسرح الدمى أكثر من طريقة فنية في إخراجه، فتارة يختبئ الفنان تحت طاولة ويحرك الدمى بخيوط ممدودة وتارة يختبئ خلف لوح من الخشب ويُدخل يديه في الدمى ويحركها بأصابعه ويتكلم على لسانها بأصوات مختلفة، وقد درجت العادة أن يكون مسرح الدمى عرضا مسرحيا في الحارات والحدائق العامة والساحات.
وهناك أيها ألاحبة "دمى الماريونيت" وهي تلك التي يُحركها الفنان من أعلى بخيوط متصلة بأعضائها المختلفة. وفي أغلب الأحيان تكون عروض مسرح الدمى اقرب للفكاهة ويكون الحوار إرتجاليا وذلك حسب تفاعل الجمهور.
تتعدد أنواع الدمى، فمنها - كما أسلفنا - دمى الخيوط الماريونت ودمى الظل التي توضع بين الشاشة من جهة ( وغالبا ما تكون قطعة قماش بيضاء) ومصدر الضوء من جهة أخرى وتمتاز بقدرة الفنان على التحكم في بعد الضوء عن الشاشة، وهناك دمى القصبات كبيرة الحجم المسنودة بدعامة من الخشب الرفيع أسفل الدمية وهناك أيضا دمى القفاز أو دمى اليد ذات الرأس من الورق المخلوط بالنشا مثلا أو القماش بينما باقي الجسد من القماش.
ولكن، لماذا أقول لكم ذلك كله؟ وأعيدكم الى أيام سقوط الأندلس؟
أولا، لأن التاريخ يعيد نفسه في شأننا العربي بشكل عام وشأننا الفلسطيني بشكل خاص وخاصة في "ميمعة" التحضيرات للإنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني.
ثانيا، لإنعاش الذاكرة بأن مسرح الدمى إشتهر في عالمنا الشرقي بعد سقوط الإندلس.
ثالثا، لأقول لكم أن محركى الدمى الأساسيين في عالمنا العربي باتوا من بلاد العم سام واللوبي الصهيوني مع كثير من تدخلات من أطراف دولية أخرى وإقليمية.
رابعا، لأقول لكم أن من يعتقدون أنفسهم "صانعي قرار" في عالمنا العربي ليسوا إلا "دمى متحركة" بغض النظر أكانوا دمى ظل أم دمى قصبات أم دمى حبال أم غير ذلك، فقد تعدد الأشكال والمسميات والمخرجات واحدة.
خامسا، أن مسرح الدمى في عالمنا العربي لم يعد وسيلة للترفية والكوميديا بل نهجا ضاربا في الدراما الحياتية للشعوب العربية عنوانه القمع والتنكيل والتجويع.
سادسا، أن الدمى في عالمنا العربي باتت أفرادا من جهة وجماعات ( أو تنظيمات وفصائل) من جهة أخرى.
هي هلوسة، ليس أكثر، قد تساهم في توسيع المدارك والنظر بنظرة شمولية وإطلاق خيال القارىء ليسهب في تحليلة الشخصي حول أنواع الدمى في عالمنا العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص.
لكن ..... إحذر أيها القارىء .. أيها المواطن واسع الخيال .... أن تبوح بما جاد به عليك خيالك .... وإلا .... خذوه فغلّوه.