اطلس: كثيرون يجعجعون ... يفعلون ما لا يقولون ... وأن فعلوا ... فلهدف واحد وحيد .. هو التظاهر بالعطاء ولكن ليس العطاء نفسه. كثيرون يتبرعون ... ويعلنون .. ليكرمون في إحتفالات ودروع وأوسمة
ولأجل إلتقاط الصور، ووصفهم " بالمحسن الكبير" متنكرين بذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ الله يوم الْقِيَامَةِ في ظِلِّهِ يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ ...) وذكر منهم ( وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حتى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ ).
كثيرون أيضا ... يحرثون حراث الجمال وهل تدرون كيف هي الحالة تكون عندما يحرث جملا أرضا؟ حراث الجمال أيها الأحبة وفقا للموروث الشعبي العربي يتجلى في كون ما يحرثه الجمل " بربصه مجددا" بخفه، لذا يضرب المثل في ذلك الذي يفعل فعلا مفترض أن هدفه أيجابيا ولكنه بسلوكه يحث ضررا. هم من وصفهم سبحانة وتعالى في سورة الكهف بالأخسرين " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الْحَياةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا* أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً* ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَاتَّخَذُواْ آياتي وَرُسُلِي هُزُواً* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً* خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً" (103ـ108).
كثيرون من بيننا يقلدون غيرهم تقليدا أعمى، بل أحيانا بغباء منقطع النظير، يظنون أن الظروف الذاتية والموضوعية لدى الآخرين هي ذات الظروف لديهم، فيقلدون حرفيا ما يفعله غيرهم وأحيانا يرّشون " بهارات" لإكساب التقليد طعما مختلفا فيزيدون من فساد " الطبخة" المقلدة.
والأدهى والأمر من ذلك كله أنهم عنيدون لدرجة أنهم يدركون خطأهم في دواخلهم، ويدركون أنهم تسرعوا، وأنهم ليسوا على قدر المهمة التي " تعهدوا بها" و " جعجوا لها إعلاميا" لإفتقادهم الى الخبرة والدراية والإمكانيات ولتعديهم على جهات الإختصاص وعدم إناطة الأمر بها، وبدلا من أن يتراجعوا و " ينزلوا عن الشجرة التي إعتلوها" يمعنون في الغلو والمكابرة ويلهثون وراء الإعلام والأضواء ويصفق لهم من يصفق، ويسجلون إنتصارات وإنجازات وهمية، ويعلنون حربا ضروسا على أولئك الأشخاص الذين يجادلونهم علميا ... الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان ويتهمونهم بأنهم " يكسرون المجاذيف" وهم لا يعلمون أننا تخطينا حقبة المجاذيف في زمن أصبحت فيه التوربينات والتكنولوجيا والقوة النووية وما بعد عصر البلمرة والفايبر أوبتكس هي محركات علوم العصر.
وتأتي الطامة الكبرى، عندما يكون من المساندين لهؤلاء (أو يأتمرون بأمرهم) من الأشخاص المفترض أنهم من المتسلحين بالعلم والمعرفة والدراية والذين يتوقع منهم أن " لا يصفقوا" بل يعلنوا صراحة وجهة نظرهم العلمية والمهنية بل ويمتنعون عن المشاركة في هكذا مهازل، وحتى هذه الكفاءات " الماشية مع التيار" يجري تهميشها عمدا ويحول الأباطرة الجهد الجماعي الى مأثرة وبطولة فردية، فإن تكلل المشروع " بالنجاح" حتى ولو كان ظاهريا تبنوا المأثرة واالبطولة، وإن جرجر بالفشل الذريع " دبوها" في رقبة هؤلاء المفترض أنهم "المهنيون"، كيف لا فاللنصر أبطال وللهزيمة "كبش" فداء واحد.
إنهم يا سادة كمن يسلمونكم بندقية دون ذخيرة، فتتحول الى عصا ربما حتى يصعب التوكؤ عليها.
فما النتيجة، فشل ذريع ... جهد عبثي .. هدر للأموال .. فما بالكم إن كان من المال العام ... مدح كاذب للنفس، جعجعة ونفخ راس ... بلالين منفوخة وفقاقيع ... حفلات ودروع تكريم ... إلتفاط للصور ... والإشادة ببطولات ونجاحات وهمية.
ما بحرث الأرض إلا عجولها ... أصحاب الحوافر .. وليس الخف، وأن توفرت التكنولوجيا فإن الجرارات والحراثات الأسرع والأعمق سبرا لغور التربة وألأقدر على تقليبها كي تتنفس ويدخل حبيباتها وذرات ترابها الهواء والأوكسجين لينمو الزرع.
كنت وما زلت ... جاهزا دوما للمساعدة في تنزيل من يرغب عن الشجرة.