اطلس: كتب علي عامر : يؤكد شعبنا بهبته الحالية في القدس ومختلف أرجاء الوطن ، انها الطريق الوحيد لمجابهة كل سياسات الاحتلال وجرائمه ،هذه الهبة تضع القدس
في موقعها الحقيقي ، حيث يفتح شعبنا في القدس بحواريها واحيائها الباب مشرعا امام امكانية حقيقية لفرض الانتخابات في القدس كما فرضوا في السابق وكسبوا معركة البوابات بانتفاضتهم الباسلة عام 2017 وغيرها مؤكدين الهوية الفلسطينية للقدس شعبا وارضا ومقدسات .
ان أية محاولة للنكوص عن اجراء الانتخابات في موعدها المحدد ، تحت ذريعة مشاركة القدس فيها يُرهن الإرادة الفلسطينية للاحتلال وحكومته اليمينية الفاشية المتطرفة المعنية التي تتناقض مصالحها مع أية انتخابات ديمقراطية حقيقة في فلسطين وخاصة في مدينة القدس لانها تعني عمليا اسقاط المقولة الإسرائيلية بان القدس موحدة وعاصمة لاسرائيل ، وستضرب المصالح الأساسية لحكومة الاحتلال وخاصة انهاء الانقسام باعتبار الانقسام الذخر الرئيسي لحكومة الاحتلال كما اكد نتنياهو اكثر من مرة ، وبالتالي تمكن من استعادة الوحدة الوطنية ، وما يفترض ان يتمخض الانتخابات من تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على معالجة ملفات الانقسام وقادرة على بلورة خطة وطنية شاملة لدعم الصمود وفتح الأبواب واسعة أمام تصعيد المقاومة الشعبية ، وتقدم شعبنا بوجهه الحقيقي الديمقراطي التعددي القادر على إخراج الحالة الفلسطينية من مربع الاحباط والانتظار الى مربع الفعل والامل القادر على بناء مؤسسات قادرة على التشريع والمراقبة والمحاسبة ،ومجابهة كل أشكال الفساد والتفرد والمس بالحريات الديمقراطية ، ويؤسس لبناء دولة المؤسسات والقانون ، مكرسة أننا في مرحلة تحرر وطني تحتاج الى مجابهة شعبية شاملة والتنصل فعليا من الاتفاقيات السيئة التي لم يلتزم الاحتلال بها يوما .
إننا اليوم أمام لحظة فارقة تتطلب عدم إعطاء الاحتلال الحق في التدخل ومنع العملية الديمقراطية خاصة وأن العالم مجمع على الترحيب بعودة الحياة الديمقراطية لفلسطين. ولنجعل من التوافقات الأخيرة التي تمت بين مختلف قوى وتيارات شعبنا واستكمالها ، فرصة لاستنهاض طاقات الشعب وبث الأمل والروح الإيجابية بين صفوفه، ما يفتح الأبواب على مصراعيها لاستنهاض الجهد الوطني والشعبي وإعطاء زخم للمقاومة الشعبية التي من المفترض انخراط الجميع في فعالياتها في جميع المواقع المهددة بالاستيطان والضم والتهجير ، ونؤكد كما أكدت جماهير القدس دائما حقيقة تمسكهم بهويتهم المقدسية الفلسطينية للشعب وللمكان نقيضا لكل ما يسعى الاحتلال لتحقيقه ، فالان يوفر الاحتلال لشعبنا فرصة ذهبية والقيام بهبة شعبية تنطلق من القدس على طريق دحر الاحتلال واستعادة الحقوق وتحقيق الحرية والاستقلال ومجابهة جميع سياساته ( التهويد والآسرلة والتطهير العرقي والضم وهدم البيوت والاعتقالات والتوسع الاستيطاني وكل الجرائم التي من المفترض متابعتها لدى محكمة الجنايات الدولية) فهل نضيع هذه الفرصة بانتظار المجهول .
ان فرض إجراء الانتخابات في القدس بأشكال إبداعية وخلاقة ،وفتح معركة القدس على مصراعيها باعتبارها عاصمة فلسطين الابدية ، مدعومة بموقف سياسي وطني موحد ، وموقف دولي بمجموعة يعترف بحق شعبنا في المشاركة في الانتخابات بمراحلها المختلفة ترشيحا وانتخابا ودعاية ، وهنا من الضروري قيام لجنة الانتخابات المركزية بالاخذ بنظر الاعتبار إمكانية وضع صناديق الانتخابات في المساجد والكنائس والهيئات الدولية ، وفي ممثليات الدول الصديقة في القدس ويمكن وضع صناديق متحركة مع مراقبين محليين ودوليين ، يمكن ان تقمع اسرائيل كل هذه الأشكال ، ولكن شعبنا الذي يثبت كل يوم قدرته على المجابهة وفرض الحقائق على الأرض ، قادر على حماية هذه الصناديق وفرزها وبالتاكيد فان عدد المشاركين فيها سيكون أضعاف ما يمكن ان يحصل في صناديق البريد الاسرائيلية .
ان اية محاولة للنكوص عن الانتخابات بالالغاء او التاجيل بذريعة عدم سماح الاحتلال باجرائها في القدس علما ان اي انتخابات إسرائيلية قادمة تعمق سيطرة اليمين واليمين الفاشي على القرار الاسرائيلي الامر الذي يعني المزيد من الارهاب الاسرائيلي ومزيد من التشدد وفرض سياسة الامر الواقع الإسرائيلي ، وهي خطوة في المجهول ستكون لها تداعيات كبرى خطيرة وغير محسوبة سياسيا وجماهيريا ووطنيا .
وفي جميع الأحوال وأمام استكمال المراحل الإجرائية والقانونية للبت في مصير القوائم المرشحة للانتخابات باتت هذه القوائم ركنا من أركان العمل السياسي ومن الضروري مشاركة ممثلين عنها في اي اجتماع للقيادة للبت في قضية خطيرة تمس المصير الوطني .