اطلس/:كتب جمال زقوت : وكأنها شعرت بإهانة التاريخ عندما جرى الإيحاء بتكريس خضوعها وارتهانها لإرادة المحتل، فقررت أن تنتصر لتاريخها المدون على كل حجر من جدران أزقتها
وبيوت أهلها الشاهدة على عنفوان المدينة وتعايش حضارات البشرية العصية على الخضوع والتزييف في كنائسها ومآذنها ومخطوطات مكتباتها .
من الواضح تماماً، كما كانت معركة البوابات، و باب العامود، أن الأمر يتجاوز ما يجري في الشيخ جراح من محاولات عنصرية لاستكمال التطهير العرقي الذي يُظهر الصراع و يكثفه فعلياً بأنه يجري على كل حجر في قلب المدينة أو في أكناف حواضرها العتيقة والحديثة أو تلك الشاهدة على النكبة واللجوء . فما يجري في الشيخ جراح يعيد تركيب ليچو عناصر القضية الفلسطينية الذي فككته سنوات وهم البحث عن تسوية، عندما دفعت للخلف مصير القدس ونكبة اللاجئين وحقهم في العودة، كما حق شعبنا في الحياة الحرة والسيدة على أرضه واستثمار ثرواته ومقدساته و موارده ؛ باعتقاد تبيَّنت كارثيته فيما بعد إزاء إمكانية مقايضة الماضي بالحاضر كي نحظى بالمستقبل، ليتبين للمقدسيين أولاً و قبل غيرهم أن حكام تل أبيت وعصابات الاستيطان مستمرة في تزييف التاريخ و الماضي لتسيطر على الحاضر وتصادر المستقبل.