اطلس: تسربت اخبار ورافقها اقتراحات بضرورة ترسيم الحدود البحرية بين دولة فلسطين وجمهورية تركيا اثناء العدوان على فلسطين من قبل الاحتلال، على ما يبدو ان هذا الامر ناقشه بعمق الرئيس التركي مع الرئيس ابو مازن اثناء المكالمة الهاتفية التي اجراها معه اثناء العدوان
، وبكل تاكيد ان حماس نوقش معها الامر كذلك، ياتي التصريح المنشور اليوم من ان اسماعيل هنية سيناقش مع الرئيس التركي هذا اليوم الثلاثاء الموافق 25/5/2021 مسالة ترسيم الحدود كرسالة سياسة مفادها ان حماس من تقرر في المسائل السياسية في قطاع غزة، وان النقاش مع الرئيس ابو مازن هي لاغراض اجرائية حيث ان الرئيس هو من يقف سياسيا على رأس دولة فلسطين العضو المراقب في الامم المتحدة.
هذا الامر ما كان يظهر للعلن ما لم توافق عليه مصر وقد تكون مصر ناقشت هذا الامر مع الرئيس ابو مازن، وعلى ما يبدو ان حماس لعبت دورا مهما في المصالحة التركية المصرية، وعلى ما يبدو ان هناك نوع من التقاسم غير المعلن بين تركيا ومصر في ادارة الملف في قطاع غزة، ويتم استدعاء الموقف الرسمي الفلسطيني كلما تطلب الامر الي
ان حصل واستكمل الرئيس عباس واردوغان ما تم نقاشه حول ترسيم الحدود البحرية فان هذا الامر سيحمل رسالة سياسية عميقة وستاخذ ابعاد تتعلق بمنح تركيا حق التنقيب عن البترول والغار قبالة سواحل غزة والتواجد العسكري ايضا وستدخل تركيا كلاعب رئيسي في الحلبة الفلسطينية، ونرى ان هذه الخطوة سيتبعها خطوات اخرى تتعلق بمفهوم تجسيد السيادة الفلسطينية على الموارد الطبيعة والمائية وسيفتح المجال امام السلطة الفلسطينية لاعادة انتاج مفهوم ادارة الملف والذي يشرف عليه محمد مصطفى رئيس صندوق الاستثمار، مع العلم ان الحكومة الفلسطينية كان لها جهد في هذا المجال.
ارجو ان لا يكون هذا الملف صاعق تفجير لاي جهد فلسطيني لانشاء سياق من الوحدة للتعامل مع تداعيات الحرب والمواجهة الاخيرة، بل من المفروض ان يفتح هذا الامر بابا للحوار والرغبة الاكيده لاعادة السيطرة على مواردنا الطبيعة حيث اصدرت الامم المتحدة مئات القرارات التي اكدت على هذا الحق.
سياسيا كان من الاجدى عدم الاعلان عن هذا النقاش بين اردوغان وهنية، وكان من الافضل ان يتم انضاج هذا الملف بين تركيا وفلسطين وبلورة خطة عمل سياسية وقانونية لغايات الوصول الى اتفاق واضح ومودع حسب الاصول لدى الامم المتحدة ومن ثم نباشر بالاعلان عن مثل هكذا خطوة مهمة واستراتيجية.
الخشية ان تتحول الان هذه القضية الى عاصفة داخلية ودولية لا تنتج لنا الا مزيدا من التشتت والفرقة، ونعلم كذلك ان أي ترسيم للحدود المائية لا يمكن ان يتم بين فلسطين وتركيا ما لم تكن مصر حاضرة بطريقة او اخرى، الاجدى ان نناقش مع تركيا ومع دول اخرى توقيع اتفاقيات تعاون استراتيجي يشمل وجود قوات تركية او باكستانية او حتى من منظمة التعاون الاسلامي في غزة والضفة الغربية والقدس!
اننا امام مرحلة جدا خطيرة تتطلب من الكل الفلسطيني اجهاض أي فتنه سياسية او شعبية بعد هذا الاداء الملحمي من قبل المقاومة وصمود المقدسين وتضحيات فلسطيني الداخل والتحام الضفة مع اهلنا في الشتات.
هذه مسؤولية مشتركة ما بين الرئيس ابو مازن وقيادة حماس السياسية بحيث عليها ان تبدي مرونة كبيرة في التعامل مع الملف السياسي المتعلق في القضية الفلسطينية والا تذهب بعيدا في امكانية فصل غزة عن القدس والضفة بعد هذا الاداء الملحمي للمقاومة، وعلى الرئيس ابو مازن ان يتنبه ان الوقت ينفذ تجاه مشروعية وجود منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية، فان الحديث يدور عن اعادة اعمار القطاع بعيدا عن وجود فلسطيني رسمي وشعبي، وان مصر والامم المتحدة ودول اخرى قد تباشر اعادة الاعمار، كما ان جزء كبير من ابناء الشعب الفلسطيني بدا يعتقد ان المشروعية السياسية لمنظمة التحرير والسلطة على المحك، وبالتالي ان اعادة انتاج المنهج وبذات الاشخاص حان وقت استبداله باطار يجمع ما بين المقاومة والمفاوضات المنتجه لا العبثية! حيث ثبت ان المفاوضات هي العبثية وليست صواريخ المقاومة!
الشعب الفلسطيني اليوم يبحث عن الحرية والكرامة، فهو لا يريد دولة فلسطينية ان لم تحترم فيها ارادة الناس وحرياتهم، فالمعركة الان على القيم الجامعة لا على الاجسام السياسية التي تمثل الشعب الفلسطيني، وان بدى الامر كذلك، فان ما حصل من التحام شعبي ومقاوم يبعث بهذه الرسالة، ارجو ان يلتقطها كل من الرئيس ابو مازن والقيادة السياسية لحماس، وان الاوان للاصوات الوحدوية في كل من حماس والجهاد وفتح والفصائل الاخرى والفعاليات الوطنية وعلى راسها مراون البرغوثي ان تبادر الى مقاربة تقوم على التمثيل على اساس الوصول الى الحرية والكرامة لشعبنا وهذا لا يتم الا من خلال الانتخابات والشراكة السياسية الكاملة، وان يكون خطابنا السياسي اساسه كرامة شعبنا وحريته لا استقلاله! لانه لا قيمة للاستقلال ان حصل ما لم يكون قائما على قيم الحرية والكرامة والعدالة .
ارجو ان يستيقظ المجموع السياسي قبل ان تضربنا الفتنه السياسية والشعبية اما بفعل منا او بتحريض من الاحتلال او بتغرير من امريكا واعوانها، وارجو ان يستفيد الرئيس ابو مازن من اخفاقات سياساته المتلاحقة بفعل استخدامه ذات الادوات والاشخاص وان تستدرك حماس ما حصل معها بعد العام 2006 بعد فوزها في الانتخابات التشريعية.
هذه المرة مستقبل شعبنا السياسي على المحك بل اصبح اكثر خطورة بعد هذا المعركة الملحمية، فاما ان ننتصر على مصالحنا الضيقة لفلسطين واما صيرورة الاحداث ستتجاوز الكل المنهمك بمصالحه الضيقة وتنتزع منا اسرائيل حلاوة النصر المعنوي والاستنهاض المقاوم، فهل نكون ولمره واحدة على قدر تضحيات شعبنا العظيم!!