في الشأن الداخلي كل تداعيات ومجريات الأحداث بعد إستشهاد المرحوم نزار بنات وهو في قبضة أشخاص مكلفون بإنفاذ القانون في السلطة الوطنية الفلسطينية، وما رافق هذه الأحداث من عمليات إحتجاز لمحتجين وضرب وتنكيل، وأيضا عملية التحشيد المقابلة من قبل الفصيل الحاكم في السلطة الوطنية الفلسطينية كما لو أن ما يجري يستهدف هذا الفصيل أو يستهدف تقويض الكينونة الفلسطينية فنصّب هذا الفصيل نفسه الحامي لها مشككا بالكل الفلسطيني، وفاقم من ظلامية المشهد ما ذكرته لي الكاتبة عبلة عبد الرحمن في حوارية معها حول عدم إقتصار مسألة قمع الحريات على التصدي لمسيرة أو وقفة هنا وهناك وإنما أيضا إستهداف قوت الناس ممن عبروا عن رأيهم المعارض وبضمنهم الوزير السابق السيد إيهاب بسيسو وإبنة الأديب فاروق وادي التي تعمل في إحدى الممثليات الخارجية. وقد أردفت الكاتبة عبلة عبد الرحمن بالقول وفي ذات الوقت فإن الوضع " موجع جدا وتعاسته تقضي على كل أمل، رغم وجود إنجازات فردية فيما نحن نحتفي كأفراد بفوز ثلاث شابات فلسطينيات مهندسات وزميل لهن مهندس بمسابقة عالمية تتعلق بإعادة ترميم مرفأ بيروت، يظهر في الجانب الآخر الفلسطيني من خلال إعلامنا وكأنه قد فقد إبداعه وإنجازاته .... إذ ينسون في تعاملهم مع الشعب أن هذا الشعب يمتلك عزيمة وإرادة والتعامل معه يفترض أن يكون على قدر من المسؤولية".
في الشأن الفلسطيني الداخلي أيضا تغول قطاع الخدمات على حساب قطاع الإنتاج، غطرسة البنوك وشركات الخدمات والإتصالات في تعاملها مع المواطن وفي سحب أمواله. في الشأن الداخلي إيضا إستمرار تدفق البضائع الإسرائيلية الى الأسواق الفلسطينية ونمو وترعرع شريحة "الكمبرادور" من المستوردين ليس فقط من الكيان الصهيوني الغاصب وإنما من كل دول العالم لما هبّ ودبّ من السلع معززين ثقافة الإستهلاك على حساب ثقافة الإنتاج.
في الشأن الداخلي الفلسطيني أيضا إستمرار حالة الشرذمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وعدم وجود ما يلوح في الأفق من توحيد الشطرين، وحالة الخمول التي تعيشها الفصائل الفلسطينية التي بدأت تتحول الى مؤسسات تمارس أعمالا روتينية بيروقراطية.
في الشأن الداخلي المقارع للاحتلال هناك قرية بيتا والقرى المجاورة تسطّر أروع مشاهد الحراك وطوابير الإزعاج الليلي للمستعمرين وجند الإحتلال، وهناك الغضنفر أبو عطوان ( يذكرنا بالشهيد باجس أبو عطوان ) يتحدى السجان ويضرب عن الطعام لينال حريته، وهناك القدس وأهلها الذين هم في رباط الى يوم الدين، وأثناء كتابة هذه اللامقالة يردنا نبأ وفاة إبنة المعتقلة الرفيقة خالدة الرطروط/ جرار فتصيبنا الصدمة ونتخيل وقفع الخبر على أمها المعتقلة.
في الشأن العربي هناك أزمة المياه بين أثيوبيا ومصر والسودان المتمثلة في سد النهضة وهناك أيضا العراق التي تعطش وترتهن بمن يفتح طاقات كل سد تركي يحجز المياه عن نهري دجلة والفرات.
في الشأن العربي هناك الأزمة اللبنانية الداخلية التي تخنق اللبنانيين خنقا وتحول ليلهم الى ظلام دامس بسبب أزمة الكهرباء وتجاذباتها وتداعياتها إضافة الى غلاء المعيشة.
في الشأن العالمي ما زالت جائحة كورونا تستشرس وما زالت البشرية تجاهد للتصدي لها علميا وإيجاد الحلول التي تحد من إنتشار هذا الفايروس وسلالاته.
في مقارعة الإحتلال، هناك دوائر الصهيونية العالمية تبذل قصارى جهدها للسيطرة الكاملة على الأرض والماء والهواء، وتنفذ المخططات يوميا وتستفيد من إنشغال العالم في جائحة كورونا وفي الصراعات الداخلية لهذا البلد أو ذاك، وفي صراعاتنا الداخلية أيضا.
الحياة بدون صراع .... غير موجودة.
سأحاول ترتيب أفكاري وتجميعها لمقالات قادمة.