اطلس: أنا لست مع تقويض التوجه الديموقراطي و التفرد بالتأكيد، و في نفس الوقت أقول دائما أن الديموقراطية بعد الانتخابات لا تقل أهمية على ما قبلها، و في دراسة سريعة لنتائج انتخابات
تونس نجد أن نسبة التصويت لم تتعدى ال ٤٠% ممن يحق لهم الانتخاب، و أن حزب النهضة حصل على قرابة ٢٣% من هذه الأصوات، و هذا يعني أن من انتخب حزب النهضة لم يتعدى ال ١٠% ممن يحق لهم الانتخاب، بمعنى أن ٩٠% لم يوافقوا أو لم يريدوا النهضة، و في النهاية فصحيح أنها ديموقراطية و نتائج انتخابات و لكن بالتأكيد لا تعطي الحق بالتحكم في توجهات و مستقبل الشعب التونسي، فالأغلبية النسبية لا تعني الأغلبية الشعبية، و هذا هو خطأ الإخوان المستمر و الذي حذر منه راشد الغنوشي نفسه من استغلال الديموقراطية (التي لا يؤمن بها الإخوان ضمنا) للتفرد و فرض التوجه في الحكم مما يؤدي إلى صدام مع باقي مكونات الشعب، و مرة أخرى فالديموقراطية نهج حياة و سلوك بشري و الانتخابات إحدى أوجهها و ليست كل العملية، فإذا لم نكن ديموقراطيين نهجا فلن نكون ديموقراطيين بالاعتماد على نتائج الانتخابات فقط.
قبل أن تطالب الأحزاب الحكومات بالديموقراطية على الأحزاب أن تؤمن بها و تمارسها عملا و قولا، فالديموقراطية نهج و أسلوب حياة و ليست وسيلة للسطوة والهيمنة ، و عندما لا تصل الثورات إلى غاياتها و لا تحقق أهدافها،،، تعود إلى ما قبل البدايات!!
الحقيقة المؤسفة و باختصار نحن كعرب لسنا ديموقراطيين بدءا بالحاكم و الحكومة مرورا بالمؤسسات و الأحزاب، و العائلات الممتدة و الصغيرة، نحن نتحدث عن الديموقراطية عندما تكون نتائجها في مصلحتنا، و عدا ذلك ننسفها .