وانتهى الانسحاب الأمريكي بعد عملية إجلاء جوي امتدت لأكثر من أسبوعين من مطار كابول، قامت القوات الأمريكية خلالها في إجلاء الآلاف من المواطنين الأمريكيين والأفغان رغم الفوضى التي سادت تلك العملية.
وأكد الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أن القوات الأمريكية أنهت عملية الانسحاب من أفغانستان.
وقال ماكينزي: "الانسحاب الذي نشاهده الليلة ليس فقط نهاية للدور العسكري في عملية الإجلاء، إنما هو أيضا نهاية لمهمة عسكرية امتدت لعشرين عاما، وكانت بدايتها بعد وقت قصير من الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001".
وغادرت آخر رحلة جوية أمريكية في إطار إجراءات الإجلاء مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة كابل حوالي الساعة الثالثة والنصف عصرا بتوقيت نيويورك الشرقي في 31 أغسطس/ آب بموجب الاتفاق على الانسحاب النهائي من أفغانستان بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان.
ومن المقرر أن ينشر البنتاغون صورا للجنرال كريس دوناهيو والسفير الأمريكي لدى كابل روس ويلسون وهما على متن الطائرة C-17 العملاقة التي تحمل الرحلة الأخيرة في إطار عملية الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية من أفغانستان، وهي أيضا الرحلة الأخيرة من رحلات عملية الإجلاء الجوي.
يُذكر أن الغزو الأمريكي لأفغانستان جاء بذريعة القضاء على القاعدة التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، وقتل على مدار السنوات العشرين منذ الغزو الأمريكي حوالي 2461 أمريكيا بين مدني وعسكري علاوة على إصابة حوالي 20000 أمريكي في أفغانستان في تلك الفترة.
وسيطرت طالبان على أفغانستان في 14 أغسطس/ آب الجاري بعد أن سقطت العاصمة كابل في أيدي الجماعة المسلحة دون قتال، وهو ما جاء استكمالا لسيطرة طالبان على أغلب أراضي البلاد مع بدء الانسحاب الأمريكي الذي يمثل اليوم نهايته الرسمية.
وقال الجنرال كينيث ماكينزي، أكبر قائد عسكري أمريكي في المنطقة، إن آخر طائرة من طراز سي 17 غادرت كابل وعلى متنها السفير الأمريكي.
وهكذا أنتهت عملية ضخمة لإجلاء أكثر من 120 ألف شخص في ما يزيد قليلاً عن أسبوعين: أميركيون وأجانب آخرون والعديد من الأفغان.
لكن العملية اختتمت بمأساة مقتل مدنيين في ضربة جوية أمريكية وهي مآس لم تغب عن البلاد طوال فترة الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها تحقق في تقارير تفيد بأن ضربة بطائرة مسيرة استهدفت "انتحاريا" في الساعات الأخيرة من العملية قتلت ما يصل إلى 10 مدنيين.
قال الجنرال ماكينزي إنه على الرغم من انتهاء المهمة العسكرية، فإن المهمة الدبلوماسية لمساعدة أولئك الذين لم يتمكنوا من المغادرة قبل الموعد النهائي ستستمر.
وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا يؤكد أنه يتوقع أن تفي طالبان بوعودها بالسماح للناس بالمغادرة، بما في ذلك الأفغان الذين دعموا المجهود الحربي.
كما حدد بعبارات عامة التوقعات بشأن مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان ووصول المساعدات الإنسانية، معتمداً مجموعة من القواعد الأساسية للتعامل مع هذه المرحلة الجديدة في أفغانستان.
بي بي سي