اطلس: ذكر سكان كابول أن هناك حالة من الهدوء تسود العاصمة الأفغانية، اليوم الثلاثاء، في أعقاب رحيل القوات الأمريكية بعد نحو عقدين من تواجدها في البلاد.
وقال مواطن يعيش في وسط كابول ويدعى لطف الله، “إن المدينة هادئة”، ومعظم المحلات التجارية المنتشرة في منطقة “شهر ناو” الواقعة بوسط المدينة، مفتوحة، ولكن لا يوجد بها سوى عدد قليل من الزبائن.
وأعادت بضعة بنوك فتح أكبر فروعها اليوم الثلاثاء، بعد مرور أكثر من أسبوعين على فرض طالبان سيطرتها على البلاد، ووقف مئات الأشخاص في طوابير لسحب الأموال.
وفي الشوارع، لا يوجد سوى عدد قليل من عناصر طالبان، الذين يقوم معظمهم بحراسة المباني، ولاسيما المكاتب الحكومية.
وقال أحد سكان منطقة “داشتي بارشي” في غرب كابول، إن المدارس الخاصة والعامة أعادت فتح أبوابها للمرة الأولى منذ أن سيطرت طالبان على السلطة في البلاد في منتصف آب الماضي، موضحا أن جميع التلاميذ حتى الصف السادس، عادوا إلى المدرسة.
وكان آخر أفراد القوات الأمريكية غادر كابول أمس، وبذلك انتهت مهمة إجلاء القوات التي اتسمت بالتوتر، و انتهت حرب استمرت لـ20 عاما في أفغانستان.
وفي الوقت نفسه، تدرس الحكومات في جميع أنحاء العالم كيفية التعامل مع طالبان.
كما أن هناك مخاوف أخرى تتعلق بكيفية التعامل مع موجة متوقعة من الهجرة من البلاد، وكيفية ضمان سلامة المواطنين والعاملين السابقين الذين قدموا الدعم للقوات الغربية في البلاد، وذلك خوفا من طالبان.
من ناحية أخرى، من المقرر أن يجتمع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء، في بروكسل لمناقشة استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، ومتابعة كل من التحديات الأمنية وآثار الهجرة الناجمة عن الأزمة على أوروبا.
وحتى الآن، أشار مسؤولو الاتحاد الأوروبي إلى أن استراتيجية التكتل ستشمل مزيجا من حماية الحدود الخارجية بشكل أكثر صرامة، وعرض اللجوء على الفئات الأكثر ضعفا، ودعم جيران أفغانستان بالإضافة إلى المنظمات الدولية.
وتتمثل الفكرة في أن مساعدات الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تساعد في إبقاء الأشخاص في المنطقة وتثبيط المحاولات الرامية إلى القيام برحلة محفوفة بالمخاطر لعبور حدود الاتحاد الأوروبي سعيا للحماية.
كما تزيد الأزمة من خطر الإرهاب على أوروبا.
وكان آخر طائرة عسكرية أمريكية أقلعت قبل دقيقة من منتصف ليلة الإثنين/الثلاثاء بالتوقيت المحلي، من العاصمة الأفغانية.
وكان هناك أكثر من 100 ألف فرد من القوات الدولية منتشرين في البلاد في بعض الأحيان.
وسجلت الولايات المتحدة أكبر خسائر من بين جميع الدول التى أرسلت قوات إلى هناك حيث لقي أكثر من 2460 جنديا أمريكيا حتفهم خلال أطول حرب خاضتها البلاد.
في الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الإثنين إن الأيام الـ17 الماضية في كابول شهدت قيام القوات الأمريكية بتنفيذ “أكبر جسر جوي في تاريخ الولايات المتحدة”، وفقًا للبيت الأبيض.
وقال بايدن إنه قد تم إجلاء “أكثر من 120 ألف مواطن أمريكي ومواطن من حلفائنا وحلفائنا الأفغان للولايات المتحدة”.
وأضاف: “الآن انتهى وجودنا العسكري الذي دام 20 عاما في أفغانستان”.
وقال بايدن إن الجسر الجوي “أخلى عشرات الآلاف من الأشخاص أكثر مما كان يتصور أي شخص”.
على صعيد آخر، احتفلت حركة طالبان بعد مغادرة آخر القوات الأمريكية كابول، مما وضع حدا لعمليات الإجلاء التي تقودها الولايات المتحدة في المطار والحرب التي تقودها في أفغانستان منذ 20 عامًا.
وكتب أنس حقاني، العضو البارز بحركة طالبان، والزعيم البارز لشبكة حقاني الأفغانية المتشددة: “نحن نصنع التاريخ مرة أخرى، وينتهي احتلال الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لأفغانستان منذ 20 عاما الليلة”.
وكتب ماتيو أيكينز، مراسل صحيفة نيويورك تايمز المقيم في أفغانستان، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلا: “السماء هادئة وأستطيع أن أسمع وأرى ما يبدو أنه إطلاق نار احتفالي من طالبان”.