اطلس: من ظُلمة، الليل ينبثق نور الفجر، ليشرق، على ربوع الوطن الحبيب، سنابل فلسطينية عملاقة حفرت في جدار المستحيل، لتزرع الأمل في النفوس، ولتقطف من زهراتها الندية، حرية وترسم بابدعاتها حدود الوطن.
أنهم ابطالنا الميامين، وفرسان الحق حفظهم الله، حفروا في باطن الأرض، فقبضوا على الشمس، وغدوا أحراراً، وعظماءً، من سفينة الثورة التي تمخر عباب البحر المتلاطم بأمواجه العالية، وكلها ثبات ورباطة جأش / على تحدى الصعاب وتجاوز العقبات / نسج الابطال الستة سيمفونية الابداع والتضحية والفداء. لله دركم أيها الأبطال، كم أثلجتم قلوبنا، وأضأتم ليلنا الحالك، وأنرتم حياتنا ...
فعلها الأبطال الستة ( زكريا والعارضة وقادوري ورفاقهم ) صنعوا فيضان الروح، وأشعلوا ثورة آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، إنهم الفوارس الذين عبروا بالحلم العابر القاهر لجدار الاحتلال وسجونه الجهنمية، ليتفوقوا على أنفسهم ويجترحوا معجزة التحرر الذاتي من سجن "جلبوع"، حفروا نفق الحرية ليسطروا أسماءهم في ديوان التاريخ ، حفروا باطن الأرض ليزلزلوا منظومة الاحتلال الإسرائيلي، ليجعلوا المحتلين سخرية أمام العالم وليثبتوا أنهم أوهن من بيت العنكبوت.
وحفروا بأظافرهم وملاعقهم، طبقات الارض لتهتز زنازين الموت الجهنمية، ومن دون أن تنجح حملات المراقبة، والقمع والبطش اليومية، حتي كاميراتهم التقنية الحديثة ، لم تنجح في رصد تحركات أياديهم الطاهرة المجبولة ، بحب الوطن ولا صوت ملاعقهم لفقد سجل التاريخ أسماء الستة الأسطوريين وسجل ملحمتهم البطولية بحروف من نور ، فنالوا الخلود في وجدان الفلسطينيين والعرب الاحرار والشرفاء ، وأثبتوا بعمليتهم الخارقة لكل خيالات البشر ،حتى كأننا نشاهد لقطات هوليودية من افلام الخيال.
أن الإرادة التي تجلت في نفق الحرية ، أثبتت أن المستحيل لا يوجد في قاموس الشعب الفلسطيني وان شعبنا سينتزع حقوقه طال الزمن ام قصر وكما وصفه الرئيس الشهيد ياسر عرفات بشعب الجبارين.
ابطال الحلم العابر، هزموا ادعاءات الصهاينة وجيشهم الذي لا يقهر، ومرغوا قادتهم بتراب سجن جلبوع، ووجهوا لطمة على وجوه المطبعين الذين ارتضوا الارتماء في حضن الاحتلال والذين ستقذفهم شعوبهم إلى مزبلة التاريخ من جنين البطولة والفداء، خرج الابطال ليجسدوا ابداعات النضال الفلسطيني ومن مخيم "جنين" مخيم الابطال الذين اذاقوا المحتل الويلات.
حقاً أنهم فدائيون مقاتلون، أشداء فخر للعروبة، حاربوا عدوهم ولم يرتضوا المذلة، نقشوا أسماءهم على جدران قلوب كل الا حرار والشرفاء في هذا الكون لقد اثلج قلوبنا وملأ أرواحنا جمالاً وابداعاً، الإخوة والوحدة التي تم تجلت بين القائد الوطني الكبير، زكريا الزبيدي، قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين وبين رفاق دربه من قادة الجهاد الإسلامي، زكريا الزبيدي الذي انبثق من رحم المعاناة، والذي استشهدت والدته وكذلك أخيه ، وظل هذا البطل يقارع المحتلين حتي اعتقل في سجن جلبوع ...
إن عملية نفق الحرية بكل تفاصيلها، استحوذت على اهتمام جماهير أمتنا ، من الخليج الى المحيط ، حيث أسست لمرحلة جديدة من الشموخ والاعتزاز وعودة الثقة بالذات و طوال الأيام الفترة الماضية أسست مجدداً لفكرة سياسية أن فلسطين ، منها ينبثق السلام وكذلك الحرب وأن أي تجاهل لحقوق الشعب الفلسطيني لن تفلح ، وان إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ونيل استقلاله اقرب الطريق لعودة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط وهي رسالة لكل القوى الاستعمارية التي أسست الكيان الغاصب ، بأن الحق سيعود مهما كان الثمن من تضحيات ...
بعد اعتقال الابطال، اشتعلت زنازين الأسر، والتحم ابطالنا الأسرى في سجون الاحتلال وتصدرت قضية الأسري إلى الأولويات وأصبح الشارع الفلسطيني مهيئاً لانتفاضة كبيرة تضامناً مع ابطال الحرية.
كل هذه الأحداث أكدت بأن القضية الفلسطينية لا تزال هي تعيش في ضمير ووجدان الجماهير العربية وأن المد الشعبي العربي سيظل نابضأ حياً، مهما طبع المطبعون ومهما عقد النظام الرسمي العربي اتفاقيات التطبيع والشراكة مع المحتلين وأن ملف الأسرى في الحالة السياسية والإعلامية العربية، وقد ازدحمت منصات التواصل الاجتماعي تضامناً وتعاطفاً وان عدداً كبيراً من التغريدات والتعليقات والتقارير الإعلامية الإلكترونية والصحافية الاعلام العربي والمواقع الإخبارية يتحدث عن الأسرى وعدد سجون الاحتلال وما يحصل خلف قضبان تلك السجون
العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية رافقت عملية نفق الحرية خصوصاً بعنوان: كيف تمت العملية؟ وكل ما رافق مثل تلك الأسئلة، حول هذه المعجزة التي جسدها الأبطال الستة وادلي النجوم والمشاهير والشعراء بدلوهم وكتبت قصائد الشعر ونشرت عشرات الآلاف من التعليقات والمقالات التي تسلط الضوء على قادة تلك العملية، وأصبح الأسير والقائد الفتحاوي المعروف والشاب زكريا الزبيدي، أيقونة للحرية والأحرار في هذا العالم وكذلك لأبطال العملية الذين عبروا وعبر حلمهم إلى فلسطين.