اطلس:الشهداء في أرضنا وبشكل شبه يومي يروون بدماءهم الزكية ثرى الوطن، المعتقلون يوميا يتزايدون ونشهد إقتحامات ليلية لكافة مواقع الضفة الغربية....
ولكن .. العالم من حولنا وكذلك العالم العربي والى حد ما البعض من بيننا .. لأ يأبه وغير مهتم بما يدور من أحداث جسام تعصف بنا.
ذلك أن السواد الأعظم قد ظن أن إتفاقيات "أوسلو" قد حققت سلاما فعليا في المنطقة وأمنا وأمانا للشعب العربي الفلسطيني، بل وحتى نحن الفلسطينيون إنهمكنا في عجلة الحياة اليومية و"إنطحن" غالبيتنا بالتبعات المالية والمديونية لقطاع الخدمات ومنها قروض البنوك وفواتير شركات الاتصالات والهواتف الخليوية ومقدمي خدمة الربط بشبكات التواصل الاجتماعي.
من الضرورة الان، حتى ولو كان متأخرا ... إعادة الأمور الى نصابها وحقيقتها، فالاحتلال الاسرائيلي التوسعي الاستعماري ما زال جاثما في المنطقة، والانظمة التابعة ما زالت مسيطرة ومنقادة وفقا لاملاءات قوى الشر في العالم، وحركة التحرر العالمية وبضمنها العربية والفلسطينية في تراجع.
كيف لنا أن نعيد القضية الفلسطينية الى بؤرة أحداث العالم؟
الدبلوماسية الفلسطينية ..... من خلال وزارة الخارجية والممثليات الفلسطينية في الخارج، وباستثناء عدد قليل من السفراء وأبرزهم السفير حسام زملط ، فان معظمهم منشغل فقط بالأنشطة البروتوكولية المتعلقة باستقبال أو توديع هذا السفير الشقيق أو ذاك، وبحضور مأدبة الطعام هذه أو تلك، وبالتهنئات والتعزيات وغيرها من الأمور الشكلية التي تدخل في باب " البرتوكول والأدب الدبلوماسيين"، وبعض ممثلينا يعملون في " البزنس" ويقال أيضا " في أعمال الصرافة".
مفترض أن يتم الايعاز لكافة ممثلياتنا في الخارج، أولا أن تحترم جاليتنا الفلسطينية وتستقبل أفرداها حسن استقبال وتقدم لهم كافة التسهيلات الممكنة وأن لا تقتصر مهامها على الخدمات القنصلية وبشكل بيروقراطي فوقي، بل أن يشعر الفلسطيني المغترب أنه في حصن داره عندما يدخل الى ممثلياتنا في الخارج، وبالتالي يشعر "بالمأسسة" لكيانات الدولة ويندفع للمساهمة أكثر فأكثر في أنشطة الممثليات ويكون قريبا منها وجنديا من جنودها.
ممثلياتنا في الخارج يجب أن توسع أواصر علاقاتها مع شعب البلد حيث تتواجد، بالانفتاح عليهم والتواجد في فعالياتهم – دون التدخل في شؤون بلادهم – بل والتواجد في أفراحهم وأترحهم، فكم يكون جميلا أن يتواجد طاقم ممثلياتنا في إحتفالات شعبية فلوكلوية في هذا البلد أو ذاك ويعلنوا عن تواجدهم بصفة رسمية وليس شخصية، وأشير هنا الى تواجد ممثل الشقيقة عمان في بيوت العزاء لدينا في هذه القرية أو ذلك المخيم أو تلك المدينة مرتديا الزي العماني.
ممثلياتنا في الخارج يجب أن تصدر بيانا يوميا خطيا بلغة البلد الذي تتواجد به أو الانكليزية على الأقل عن حالة حقوق الانسان في الوطن في اليوم السابق مع إسناد تام للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني والحقائق الموثقة إزاء كل حادثة قتل بدم بارد تشكل تصفية جسدية وإعدام فوري، ورصد لكافة الانتهاكات الاسرائيلية.
نريد من وزارة الخارجية الفلسطينية أن تلزم كل ممثلياتنا في الخارج بأن تقدم تقريرا شهريا واحدا منتظما للاعلام الفلسطيني يلخص أوجه أنشطتها للشهر المنصرم خدمة للقضية الفلسطينية بل وحتى تفصيلا دقيقا للخدمات القنصلية المقدمة، حيث يردنا دوما شكاوى وتظلمات وتاـخير معاملات لأبناء شعبنا وتمييز في المعاملة بين أبناء الضفة الغربية وأبناء قطاع غزة، بل ووصلت في بعض الأحيان الى الضرب والاخراج بالقوة من داخل ممثلياتنا، وهو أمر – إن حصل – يجب أن لا يتكرر.
جاليتنا الفلسطينية في المهجر يجب ان تنشط أيضا بتوجه جديد بعيد عن القوقعة، بل الانطلاق داخل المجتمع الذي تتواجد فيه، وتوثيق عرى الصداقة والمحبة مع شعب البلد، وليس التعامل معهم بفوقية، وأن تعكس مكارم الآخلاق والتصرفات الحسنة، وشرح القضية الفلسطينية ورؤيتنا الحقيقية للأديان بوصفها مصدرا للتسامح والتعايش والمحبة، وإظهار الموروث الثقافي والفلكلوري الفلسطيني بوجهه الحقيقي. فليست الدبكة الفلسطينية هي فقط وفقط دبكة " الوحدة ونص" وليست الكوفية فقط في رمزا اللباس الشعبي الفلسطيني بل الثوب الفلسطيني من مختلف المناطق، وعكس كامل الفن التشكيلي الفلسطيني بتنظيم معارض للفن التشكيلي الفلسطيني، وترجمة للأدب الفلسطيني وإبراز المطربين الفلسطينيين وغير ذلك. ولنكف عن المظاهر الاستعراضية كأن يصلي أحدهم في منتصف الشارع موقفا حركة السير أو غير ذلك من المظاهر الاستعراضية.
نحن بحاجة الى حالة استنهاض رسمي وشعبي للقضية الفلسطينية، وتتحمل الخارجية الفلسطينية المسؤولية الأكبر في تحقيق ذلك، ولن تبخل مؤسسات حقوق الانسان العاملة داخل الأرض المحتلة في تزويد الخارجية الفلسطينية بمعطيات يومية موثقة وباسناد قانوني محكم.