كشف تحقيق لصحيفة غارديان أن أكبر قوة شرطة في بريطانيا سرقت هويات نحو 80 طفلا ميتا، وأصدرت جوازات سفر مزيفة بأسمائهم ليستخدمها أفراد الشرطة السرية
وقالت الصحيفة إن شرطة العاصمة سمحت سرا بتلك الممارسة للضباط السريين المندسين في جماعات المتظاهرين دون استشارة أو إبلاغ آباء الأطفال.
وكشفت الصحيفة كيف كانت أجيال من ضباط الشرطة على مدى ثلاثة عقود تدقق في السجلات الوطنية للمواليد والوفيات بحثا عن تطابقات ملائمة.
وابتكر الضباط السريون الأسماء المستعارة بناء على تفاصيل الأطفال المتوفين، وكانت تصدر مع سجلات هوية مصاحبة مثل رخص القيادة وأرقام التأمين القومي. وبعض ضباط الشرطة قضوا نحو عشر سنوات منتحلين شخصيات الأشخاص الذين ماتوا.
ومن جانبها قالت شرطة العاصمة إن تلك الممارسة غير مسموح بها "حاليا"، لكنها أعلنت عن فتح تحقيق في "الترتيبات السابقة المتعلقة بالهويات السرية المستخدمة من قبل ضباط قوة المظاهرات الخاصة".
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الممارسة ابتدعتها الشرطة قبل أربعين سنة لإعطاء مصداقية لخلفية عملاء الشرطة السريين الذين يتجسسون على المتظاهرين وللوقاية من احتمال كشف الناشطين لهوياتهم الحقيقية.
ومنذ ذلك الحين استخدم عشرات الضباط من قوة المظاهرات الخاصة، بمن في ذلك أولئك الذين انتحلوا صفات النشطاء المناوئين للرأسمالية والمدافعين عن حقوق الحيوانات واليمينيين المتطرفين، هويات الأطفال الموتى.
وذكرت الصحيفة أن إفشاء استخدام هويات الأطفال الموتى من المحتمل أن يشعل مجددا الجدال بشأن تسلل الشرطة السرية إلى الجماعات المتظاهرة. وقد جرى بالفعل فتح 15 تحقيقا منذ عام 2011 عندما فُضح أحد الضباط بوصفه جاسوسا للشرطة كان قد عاشر عدة نساء، ومنهن عشيقته، لمدة ست سنوات.
ومن المتوقع أن تستمع لجنة شؤون الأمن الداخلي في البرلمان غدا إلى الأدلة المقدمة من المحامين الممثلين لـ11 امرأة تقاضي شرطة العاصمة بعد تكوين علاقات شخصية عميقة مع الجواسيس.