أطلس - نظمت مبادرة بسطة ابداع الشبابية، بالتعاون مع ملتقى فلسطين الثقافي وتحت رعاية وزارة الثقافة، مساء أمس الأربعاء 14/8/2013، في قاعة مكتبة الشروق، أمسية شعرية بعنوان عِلاجُ المسافة (بسطة شعر 49)، شارك فيها الشعراء: جعفر حجاوي وطلعت شعيبات وأدار الأمسية الشاعر عبد السلام العطاري.
وبدأت الأمسية بكلمة لمسؤول مبادرة بسطة إبداع الشبابية التي أشارت الى بسطة ابداع وأهم الأفعال التي قامت بها منذ انطلاقها في يوم الأسير من عام 2010 وإقامة أول فعالية لها في رام الله، ثم في نابلس وبيت لحم والقدس وغيرها من المدن الفلسطينية والعربية، وأتم من جهته شاكرًا وزارة الثقافة وملتقى فلسطين الثقافي ودار الشروق وشبكة النورس ممثلة بالسيد فتحي البس، وتحدث عطا عن اهمية علاجُ المسافة، وأهمية الحدث الذي أقيم بعد غياب الشعراء عن فلسطين فترة من الزمن، ليختم كلمته مرحبًا بالحضور وداعيًا لهم لحضور حفل توقيع كتاب بسطة ابداع الأول (رغبة إكتمال) في مدينة بيت لحم.
ثم تلاه الشاعر العطاري وتحدث في افتتاحه عن علاج المسافة والمعنى المستوحى من قاسم حداد وأثرُ هذا الفعل في تقريب الصوت للصوت وتوحيد الصورة والنص مع الجسد البعيد بالغربة، وتحدث عن أهمية الحراك الثقافي ودور الشعر التنويري وجوهر الكتاب في المشهدين: الثقافي والسياسي، ولافتا النظر إلى خصوصية مجموعة (بسطة إبداع)، التي تحاول أن تصنع لها مكانة على خارطة الإبداع الفلسطيني والعربي ومركزًا على اهمية الدور التي تقوم به هذه الأمسيات من عمل نقلة وتطوير في موهبة الشعراء الشباب، معتبرًا أن الشباب هم المستقبل المنشود، وما حدث من قفزات أدبية فلسطينية وعربية محورها شباب لا تحكمهم أية أيديولوجيا أو قيود.
ثم انتقل العطاري للتعريف بالشعراء المشاركين ومنوهًا بأهم الشهادات والأفعال الأدبية التي قاموا بها، ليمهد الدرب للشعراء المشاركين ليكون النشيد بحجم القلب وأكثر.
ثم قرأ الشاعر جعفر حجاوي مجموعة من القصائد التي عاينت الواقع الفلسطيني المؤلم، مشتبكة مع الذات، ومنحازة إلى جوانية النفس البشرية، بلغة لا تخلو من الدهشة والوجع والتحدي. قصائد لها خصوصية الاصرار تجاه ما يجري على هذه الأرض المسكونة بالوجع والآهات.
ثم تلاه الشاعر طلعت شعيبات الذي قرأ قصائد جنحت تجاه ذاته وطقوسه وخصوصيته، بقصيدة نثر خصبة الخيال، متشابكة ومتعددة المنابع تسعى من خلالها لاشباع هذا النهم المتنامي من بناء مملكة الحروف، ومعظم قصائده كتبت بطريقة قصيدة النثر التي تصحبها موسيقى غنائية عالية، ترسم فضاءات الروح وشجونها نحو الأرض والروح في سعيها الدؤوب لاستكشاف الأنا، في محاولة لبث لواعج قلبه، متخذًا منه حروفه الفارس والوطن، مقتربًا بها لتكون وسيلتها ضد الظلم والقمع والإضطهاد.
واستمر النسج فارسًا يعطي فارس الراية الى نهاية الأمسية، وفي الختام شكر العطاري الحضور مثنيًا على الشعراء وجمالهم ومؤكدًا على أن مثل هذه الأحداث ستتكرر مع شعراء أخرين وفي مدن أخرى.