لن تستطيع معي صبرا.. قال: إذا تغيرت ظروفك إلى الأحسن، فلتصرح بهذا بدون تردد .. لا تمض في إستغلال المأساة والمعاناة إلى ما لا نهاية!! أضحك من بداية مقالا يفترض أن يقنعك بأن تقرأه حتى نهايته
بتأكيد ستضحك للمرة الأولي .. لكنني أخشي أنك عندما تعيد قراءته مع واقعنا بالتحديد الآن فانه سيبكيك بكاء مرا. فهناك قانون وضع فى يد من يستغلونه بلا ضمير "وبانوراما" هائلة للتناقضات فى ذكري النكبة والنكسة والوكسة..الانقسام.
- أصل الحكايه.. تكتسب كتابات عم "عشم" مسحات الجمال والفكاهة، "لا شىء يتطلب التركيز مثل كتابة الكوميديا" مهما كان نوع هذه الكوميديا، ومهما كانت بساطة الحكاية، أو تعقيدها" كما قال. تشرلي شابلن.
- آلو .. حد سمعني؟.. عم عشم، ..ايوه يا ابني ، فين حمامة الفلايكي؟ اهو قاعد مع عمك شلبي شابلن- ايوه يا سيدي .. طيب كان يشرف عندنا شوية. ويشوف الكوميديا السياسية اللي على حق ..كوميديا، و مرار طافح، أهو دا الكلام. طاب و استوى من فترة ، وطالما وصل لمرحلة النضج وجاهز للأكل . لابد وان يدخل عنبر الثمار الناضجة. عنبر الجبايات .. الجنايات.
- ارحمنا يا رب برحمتك..
جنايات .. اقصد جبايات و ضرائب مزدوجة تكون جبرا و بالإكراه.. بالقوة من شتى الدوائر منها قيمة مضافة ومنها جمارك ومنها ضريبة دخل ومنها تجديد رخص بلدية ومنها تجديد السجل التجاري ، ومنها اقتصاد، ومنها ومنها ومنها... الخ.. الخ ..طبعا هذه الرواية حقيقية.. نحن أمام قصة أشبه ما تكون بالكوابيس، التي لا يصلح معها التعامل المسؤول فقط، احنا محتاجين معجزة تنتشلنا من هذا السقوط، وذاك الضياع.
- قال: تفتكروا لماذا المؤسسات الادارية والمالية شكلها مش لطيف .. غير مهنية؟! تقصد مؤسسات التخلف السياسي، أم التخلف الإداري؟.. سياسة تاني؟! اعتقد انه الغياب الكامل للمسؤولية..إنها الصفة السلبية للمنتجات الجانبية للعصر البرونزي؟! فالمؤسسة الحضارية هي التى تسمح أحوالها للمراجعين بالابتسام .. يا سلااام.؟! مش مصدق؟! طيب.. أسال التاريخ؛ لقد اعتاد آلهة الإغريق أن يشخروا للناس حين يغضبون منهم..ولعل هذا من أسباب الانضباط الذي يميز اليونانيين حتى اليوم!
- على هذه الأرض ما يستحق الحياة .. وعليها احتلال وقتلة .. لصوص و ظلمة يستحقون الموت. نحن مع الذين لا يملكون دفعا ولا صرفا، لكنهم وقعوا أسرى جباة عتاة يتعملون مع الناس على أنهم ارقام -صرة من مال- كل ما عليك ان تضحك، وتضع نفسك تحت رحمة رغباتهم وأمزجتهم، وإن علا صوتك.. نفذ الصبر .. اضحك، إن ذهبت تبحث عن متخذ قرار ينتشلك من ورطتك، لا تجد غير التجهم.. اضحك..
- لم تجد أحدا يعطيك " عقادا" نافعا.. أضحك، أنت هنا في أحط نموذج لما صارت إليه الحالة.. أضحك، أنت الان في قلب السلة التى ظلت تستقبل الخردة طيلة أزهى سنوات العصر البرونزي .. اضحك، من الآنجازات السياسية والادارية الهائلة المائلة.. اضحك ؛ وأنت تشاهد أبناء شعبك وهم يقهرون بعضهم البعض.. اضحك، و الناس يسيرون من حولك صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية.. اضحك، وخل ابتسامتك أعرض من خيبتنا.
- نحن أناس لا نخاف الموت، ولكننا نعشق الحياة. ولذلك سنضحك، و لآننا لا ننتخب وليس لنا حق في الشكوة نضحك، بنفس انعدام حقنا المشروع في الاختيار، برضوا نضحك، ليس لنا ثقل على احدا..نضحك .. فالضحك يحرك عضلات الجسم ،لذك سنضحك بعد الدفع والرفع .. نضحك، عوضا من أن نرد، أو أن تدفع بنفسك لحافة اليأس، سنضحك بدلا من الجنون، وأخيرا .. سنضحك لآننا من حسن الحظ.. نضحك من انفسنا و على أنفسنا، سنضحك لآن الضحك هو العلاج الوحيد الذي لا يزل مجانا .. أضحك فيها إذا أردت؟! أو بمعني أصح إذا استطعت، فالضحك فضلا عن كونه وسيلة علاجية مضمونة لطرد الأحزان خارج الروح أولا بأول. لكنها المرة الأولي التى أجرب فيها تعب البكاء.. بضمير.
- قال: لو كنا تكاتفنا من أجل الناس ومصالح الناس، لبناء مؤسسات مهنية، وتكاتفنا من أجل تحقيق التغيير وإزالة أسباب المخطط الصهيوني، ومن أجل تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية ؛ وإزالة الفاسدين والمستبدين والظلمة من على كراسيهم؛ مع الحرص على فتح ملفات فسادهم واستبدادهم ومظالمهم ،وتوقفنا عن السلبية والعنصرية الحزبية، والمطالبة بحقوقنا الدستورية، وحق اختيار ممثلي ارادة الشعب، لكانت كل مؤسسات الوطن الموحد مهنية ادمية.. فلا يضحك منها وفيها الفقراء. لكي يتغلبوا على القهر والتوحش والألم ، او التحدث عن مظالمهم لأي شخص يمكن أن يسمعهم.
- وانت .. ناوي تضحك؟!
قال: من يضحك .. لا يستطيع أن يعض!!.
ضع كل الآمور في الحسبان ولكن دون أن تفقد أبدا حس الفكاهة، فالحياة ليس فيها أمر دائما الجدية. وفيها كل الفكاهة والمأساة معا، بحيث تستطع الضحك؛ إن الفكاهة تضع النقاط على الحروف وهي أجد من الحسام.. ربما؛ و على كل حال لن ندفع ثمن ما نكتب .. هنا شعب حي، ولو كان في يدي ما هو أكثر من الكتابة لقدمته لك .. لكن العين بصيرة والاقلام قصيرة، فدعونا نغلق المسرح السياسي السمج؛ اه.. من الهم نسينا..
- قلت: طيب يا ريت نركز شويتين ويكفينا هذا الكم العجيب من المرار الطافح، وشر ما ترتب عليه، مش من الواجب برضوا نرتاح شوية .. مش كفاية. أنفاذ خوازيق الجباية المتوحشة؟! وتوسيع قاعدة الجمهور!! صحيح أنني لا أذكر هل كان سهما مریشًا أم خازوق سادة، او مغري بنوع من الغراء اللاصق السريع؟! مش فاكر