اطلس:حاول البعض الاسرائيلي ممن ينظرون الى إنسانيتهم اكثر مما ينظرون الى صهيونيتهم او الى يهوديتهم التقليل من أهمية استقبال طلبة مدارس ثانوية في تل أبيب استقبالا هتافيا حارا وحافلا للعنصري الفاشي المتطرف ايتمار بن غفير تلميذ وخليفة "الحاخام"
مائير كهانا الذي قتل في أمريكا قبل ثلاثين سنة و دفن هنا في القدس المحتلة، وقال يومها عنه شمعون بيرس انه قتل بالنار التي أشعلها.
لم يقل أحد من المعلمين او الطلاب او الصحفيين او حتى المفكرين و مسؤولي جهاز التربية والتعليم، إن كان بن غفير سيموت بالنار التي يشعلها، قالوا شيئا آخر، من ان الحفاوة التي حظي بها مردها الى أنه شخص مشهور يظهر على الشاشات وفجأة يظهر ماشيا على قدميه في ساحة المدرسة، وهذا هو الخطر بعينه، النظر له على أنه رمز، لكثرة ما يشاهد على شاشات التلفزيون، لكن كيف لمثل هذا الشيء المتوحش والمتعصب والمتخلف ان يظهر على الشاشات بمثل هذا العدد الكبير من المرات.
نشك ان "زيارة" بن غفير ستكون الاخيرة ، رغم انها شديدة الوضوح في اغراضها البعيدة كل البعد عن التربية والتعليم و حتى الدين ، هي لاغراض سياسية انتخابية بحتة من لدن نزعة ارهابية عنصرية فاشية محضة ، لكن هؤلاء الاسرائيليين الذين يخجلهم هذا العنصري السقيم فيضعوا اياديهم على عيونهم و يبرروا لهم و للطلبة الثانويين ما برروه ، ألم يسألوا أنفسهم السؤال التالي : ما الفرق بين بن غفير و حزب الليكود الذي اعلن زعيمه الاوحد نتنياهو التحالف معه ووعده بوزارة "محرزة" ، و هنا يأتي التبرير بأنها معركة انتخابية تحرص الاحزاب المتصارعة الفوز بها ، لكن التبرير "الادق" هو أنه في حالة عدم التحالف معه فسيكسب مقعدا او مقعدين من صفوف الليكود.
تعطي استطلاعات الرأي بن غفير و معناها الرجل النبيل ، 13 مقعدا ، ثالث أكبر حزب في "إسرائيل"، وأعطت من قبله نفتالي بينيت قيادة الحكومة ، وكأن هذا المجتمع يريد ان يبصم بالعشرة ان من يجدر بقيادة هذه الدولة ، هم هؤلاء الصغار الحقار الخارجين من مستنقع العنصرية والكراهية بما في ذلك كراهية الذات ، ولهذا لم يكن غريبا ان يطلق الفاشي ليبرمان على نتنياهو قبل ايام "حثالة الجنس البشري".
يعرّف علماء النفس التبرير بأنه كذب ، لكنه كذب على الذات و ليس على الآخرين، قد يظن المبرر ان أكاذيبه تنطلي على الآخرين ، لكنه لا يدرك ان الآخرين لا يصدقونه.
يعج المجتمع الصهيوني بالتبارير والاكاذيب ،"كل يكذب على كله" ، آخرها ما صرحت به صحيفة هآرتس إزاء تقرير الجيش الاخير بشأن مقتل الصحفية "الامريكية" شيرين ابو عاقلة من ان الجيش يعتمد سياسة الكذب ، لكن هآرتس و غيرها من ماكينات الاعلام الاسرائيلي أغفلت ان بن غفير عقب مقتل شيرين قد "غرد" انه يؤيد قتل الصحفيين الفلسطينيين حين يعيقون مهمات الجيش في اقتحام "المناطق الفلسطينية".