وقال الكاتب ومعلق شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "معاريف"، جاكي حوجي، إنّ السيد نصر الله "تحدث مساء السبت عن المفاوضات مع إسرائيل، ولم يهدّد حتى بكلمة واحدة، بل على العكس، أعرب عن أمله في أن تنجح المفاوضات وأن يرى الجميع لبنان بحكمته ووحدته".

وتابع حوجي: "هل أصبح معتدلاً؟ كلا. هو ببساطة أنهى مهمته بنجاح. في ذروة المحادثات، الـmoney time، ضغط نصر الله على جميع الأطراف بالتخويف والتهديد"، مشيراً إلى أنّ "كل شيء كان مخطط له ويهدف الى وضع قدم في الباب، والدفع من الخارج نحو الصفقة الناشئة".

ولفت إلى أنّ السيد نصر الله "ليس شريكاً في المفاوضات التي توسطت بها الولايات المتحدة، بل مستثنى منها"، مضيفاً أنّ "الآن يمكنه القول: بفضل تهديداتي (السيد نصر الله) إسرائيل أبدت ليونة، ومن دون حزب الله لكانت حقوق لبنان في البحر قد سلبت".

وقال حوجي إنّ "هذا الصباح قدمت السفيرة الأميركية لميشال عون (رئيس الجمهورية اللبنانية) صيغة اقتراح الاتفاق مع إسرائيل، خلال عدة أيام يتوقع أن يردّ لبنان".

وأضاف: "لذلك هذا ليس وقت التهديدات، هذا هو الوقت المناسب للاحتفال بنهاية عملية وعي ناجحة، لعب فيها دور الشخص المسؤول.. وقد فعل ذلك".

من جهته، قال الكاتب ومعلق الشؤون السياسية في موقع "والاه"، باراك رابيد: "قال لي مصدر رسمي غربي مطلع على المفاوضات بين إسرائيل ولبنان إنّ المبعوث الأميركي عاموس هوكستين سلم أيضاً إسرائيل مسودة الاتفاق في موضوع الحدود البحرية".

وتابع: "وأضاف المصدر الغربي أنّ أمين عام حزب الله في رده خلال الخطاب الذي ألقاه ببث مباشر عبر التلفزيون اللبناني كان إيجابياً"، مشيراً إلى أنّ المصدر أكد أنه "لا زال أمامنا المزيد من العمل وهناك الكثير من الأمور التي يمكن ان تعرقل ولكننا في المرحلة الأكثر تقدماً التي يمكن أن نكون فيها في هذه المرحلة".

بدورها، قالت مذيعة في "القناة 13"، إنه "عندما يكون نصر الله سعيداً، أنا أكون قلقة، الاتفاق غير شفاف حتى الآن، ونحن لا نعرف على ماذا حصل وعلى ماذا لم يحصل".

وفي السياق، قالت "قناة كان" إنه "حتى في اليمين الإسرائيلي المؤيدون للاتفاق مع لبنان أكثر من المعارضين له".

كذلك، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "النزاع البحري مع لبنان يقترب من حل تاريخي بعد أشهر من التوتر الأمني مقابل حزب الله"، مشيرةً إلى أنّ "الكابينت الأمني السياسي يتوقع أن يجتمع الخميس للمصادقة على المسودة النهائية للاتفاق".

وفي وقتٍ سابق من يوم السبت، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ "أهمية ما جرى اليوم هو وجود نصّ مكتوب من الجهة الوسيطة في مفاوضات الترسيم البحري، تسلّمه الرؤساء الثلاثة"، مضيفاً: "نحن أمام أيام حاسمة في ملف الترسيم، وسيتّضح ما هو موقف مسؤولي الدولة، وإلى أين تتجه الأمور".

وتسلم لبنان الرد الخطي من الوسيط الأميركي آموس هوكستين بشأن تثبيت حدوده البحريةِ الجنوبية عبر السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.