اطلس: لفتت نظري دعوة الامارات العربية المتحدة في سفارتها بتل أبيب، للمتطرف الفاشي اليهودي ايتمار بن غفير في احتفال عيد استقلالها الحادي والخمسين، فالرجل عدا عن انه لم يتسلم زمام عمله الحكومي بعد، فإنه مكروه داخل أروقة السياسة الاسرائيلية والامريكية والعالمية
على حد سواء، ومنذ فوزه في الانتخابات الاخيرة بما هو أقل من فوز الاحزاب العربية، فإن المتتبع للصحافة الاسرائيلية، بدأ يلحظ بوضوح ارتفاع منسوب الكتاب الذين يدعون علنا للهجرة والعودة الى البلاد التي قدم منها هؤلاء الكتاب والمفكرين ، خوفا على حريتهم واحيانا على حياتهم ، كما حصل مؤخرا في الاعتداء على الناشط اليساري في الخليل الذي حضر للتضامن مع ما يتعرض له السكان الفلسطينيون في حي تل رميدة المستهدف. و بدلا من ان يدعو بن غفير، بصفته مسؤولا عن الامن القومي، بدلا من ان يدعو لاعتقال الجنود الذين اعتدوا على الناشط اليساري، دعا لاعتقاله ومساءلته عن سبب حضوره الى الخليل. و لا نعرف بعد ان يتسلم بن غفير مسؤولياته رسميا، إن كان سيوجه لهذا الناشط و أضرابه ، تهمة الخيانة العظمى، لأنه يتعاطف مع الفلسطينيين تعاطفا يتجاوز المشاعر الى القيام بأعمال و أفعال.
ما لفت النظر ايضا في حفل السفارة الاماراتية، تصريحا لنتنياهو يركز فيه على عيد استقلال الامارات الحادي والخمسين مقارنة بعيد استقلال اسرائيل الخامس والسبعون ، "سجلت دولتينا خلال هذه الفترة عدة أهداف في السلام والاستقرار" .
أما السفير الاماراتي محمد آل خاجة الذي ألقى خطابه باللغة العبرية، فقد أشاد "باتفاقيات إبراهيم التي تجلب المزيد من الأمن والسلام والعلوم والتكنولوجيا"، و هنا يتساءل المرء ، ايا كانت جنسيته او انتماءه ، عن علاقة بن غفير بالامن او السلام او العلوم او التكنولوجيا . انه ضد اي أمن الا امن الاسرائيليين، و ليس كل الاسرائيليين، وضد السلام القائم على تقديم اي نوع من التنازلات، وضد العلوم باستثناء علم واحد أحد هو علوم التوراة و المزامير ، وضد التكنولوجيا ، إذ من غير المعقول ان يكون مع التكنولوجيا ، وهو ضد المرأة و ضد عملها وضد خروجها من منزلها .
"الموت للعرب" هو الشعار الابرز الذي خاض تحته بن غفير انتخاباته الاخيرة، وهو شعار قصير وواضح، ولا يقتصر على قتل الفلسطينيين، بل السعوديين والمصريين والسوريين والعراقيين والاردنيين، واذا اعتقد الاماراتيون انهم الاستثناء، فهم واهمون، عدا عن انهم ضئيلون وهامشيون في الثقل العربي العظيم .
عندما قتل الحاخام العنصري مائير كهانا الاب الروحي لبن غفير في الولايات المتحدة عام 1990، قال شمعون بيرس متشفيا : قتل بالنيران التي أشعلها.