اطلس: قال: وحدنا في مواجهة الأزمة وتبعاتها نحن- لا غيرنا- من سيدفع الثمن، قلت: مجرد صفقات بين نخب شبه سياسية.. هدف "اسرائيل" تحويل الفلسطينيين
إلى وجود ديموغرافي غير مهم سياسيا، والمجتمع الدولي لا يتعاطف مع المنقسمين، بل يقنن الحالة المترتبة على نتيجة صراعات القوى بين الصغار، كحالة تدليس وتسويف سياسي لا غير، وهكذا يفعلون جميعا!! أن بداية الحل تكون بتغيير النظام الانقسامي الحالي تغيير شامل. وعلى من فشل أن يتحمل نتائج أفعاله ومسؤولية ما صنعت يداه.
فقال: لا يوجد حل سهل للموقف الذي نمر به، ولكننا نملك قوة الرفض وانتظار اللحظة التي تتغير فيها موازين القوى الصهيونية.
قلت له: حين تتالى الاثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على الناس بسبب مصالح حزبية، وسياسة فاشلة، والنتائج السلبية، من سيطرة قوى معادية على سياسة قضية كبرى، وعلى استقلال قرارها وحريتها، ودخول الصهاينة طرفا مستفيدا من استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، باعتبارهم المستفيد الأول وشريك قوي ومؤثر، وتأثير ذلك على مصالح القضية الوطنية.
وبعد أن استحالت حياة الناس إلى جحيم من المحارق الصهيونية الوحشية، وسرقة الأرض، وانتشار سرطان المستوطنات، والقتل الوحشي، واستمرار سياسية المصالح الخاصة والحزبية والدجل الفكري والسياسي، واستمرار تدهور الاوضاع السياسية والحياتية بهذا الشكل المخيف، لتصبح القضية مشلولة تماما بفعل هؤلاء، وعندما يخيم البؤس الشديد على كافة ربوع الوطن بهذه الصورة الكارثية التي لم يشهدها اطلاقا من قبل.
وعندما يحيل مخطط الانقسام والخراب الصهيوني وسدنة المصالح وموالسة حياة الناس الي جحيم لا يطاق من التدمير الداخلي الممنهج والمتبادل على قاعدة غالب ومغلوب وكأننا امام حرب داحس والغبراء من جديد!! وعندما تغيب السياسة الموحدة، والمسئولة من المشهد تماما وتصبح بلا دور وبلا حضور لها في كل ما يجري، فعن اي سياسة واي حكم نتحدث؟! عن اي َوساطات خارجية تتحدث، سواء قامت بها دول عربية وغيرها، او قامت بها كل دول العالم؟ فكلها وساطات لا جدوى منها ولا مستقبل لها وهي كالحرث في الماء.
لن تنتهي خطة الانقسام والخراب الصهيونية
إلا بنهاية مأساوية لأن أول طلقة رصاص لم تكن عفوية أو نتيجة خلاف عارض ولكنها كانت نتيجة مقدمات طويلة من المصالح، والغباء السياسي والأنانية والديكتاتورية الحزبية، والدعم الخارجي، سدنة الانقسام والخراب يريدون هذا البلد مدمر ومنتهي ولا امل فيه بعد ان ابتلاه الله بهذه النوعية الفاشلة والمستبدة من القادة والحكام.
وقياسا على ما يحدث، لم اعد اري نقطة ضوء واحدة في نهاية هذا النفق المظلم الطويل
بعد ان خابت كل رهاناتنا على نداء الحكمة والعقل.. وامام سعار سلطات الأمر الواقع، الي حد الجنون، فلنا ان نتوقع منهم اي شيئ وكل شئ؛ و من المهم إدراك أن الوحدة الوطنية الحقيقية، لا يمكن أن تتم دون استبعاد المتخاذلين والانتهازيين وسدنة الانقسام والخراب خاصة من كان طرفا في الأزمة، فلا يمكن أن يكون جزءا من الحل، او من القوى التي تتستر خلف الشعارات الوطنية.
قلت له: أزمتنا السياسية ان الخردة القديمة لم تعد صالحة، وتبقي حيث هي مصدرا خطيرا للتلوث والانقسام ونقل الأوبئة للقضية، ولتضيف هما ثقيلا آخر الي جملة هموم الناس، والجديدة ما زالت في علم الغيب، أو غير مؤهلة. قال: الوجود القوي الفعال للشعب هو السبيل الوحيد للخلاص ومواجهة الخطة الصهيونية؛ فالحالة التي يواجهها الشعب منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، هي حالة نفي وجود واستقلال ومستقبل وهوية، هي حالة وقوف أمام فرقة إعدام، بالمعنيين المادي والمجازي للكلمة.
ومن المنطقي والمصلحي إرجاء كل الخلافات والضغائن والمصالح الحزبية والشخصية. والمواقف العدائية، والأنانية والفردية والذاتية والاستسهال، وإعلان شعار واحد وموقف واحد هو إنقاذ قضية شعبنا... إنقاذ وطن؛ والتأكيد على أن حالة الخطر الشديد التي يمر بها وطننا، ستدفع الكثير من القوى إلى المشاركة في الدفاع عنه، في حالة اصطفاف وطني موحد وحقيقي، ولكن ليس خلف المتسبب في الكارثة، كما دعت بعض الشخصيات الانتهازية.
أن ترديد مقولات التشكيك في قدرات شعبنا على تغيير هؤلاء، والعجز وتكسير السواعد، يمكن تشبيهه بالوقوف أمام ثقب في سفينة في البحر، والاكتفاء بالفرجة وترديد كلمات العجز والتأييس بدلا من سد الثقب.
المسرحية.. قفلت.