اطلس:أرادت "إسرائيل" حكومة و جيشا و أمنا و شعبا و ماضيا و مستقبلا ، أن تبلسم جرحها الغائر وتستعيد هيبتها و كرامتها و سمعتها التي هدرت في السابع من أكتوبر الماضي ، فذهبت الى غزة ، فهي صغيرة و فقيرة و "نحاصرها" منذ ما يزيد على 15 سنة جوا و برا و بحرا
و هاجمناها في عمليات عسكرية تأديبية اكثر من خمس مرات ، نقضي عليها بدعوى القضاء على حماس الـ"داعشية"، و نخلص المختطفين و نعيدهم الى الوطن ، ووفق رئيسها هيرتسوغ ، فليس هناك أبرياء في غزة لانهم كلهم يدعمون حماس ، و وفق وزير جيشها فانهم كلهم مجرد حيوانات و وحوش آدمية ، و من لا يموت في القصف يموت جوعا او عطشا او مرضا ، اما من يتبقى فنطرده الى سيناء . مر الأسبوع الأول و الثاني و السابع ، دون ان يتم القضاء على حماس و لا على القسام و لم يتم تخليص الا مختطفة وحيدة لم تكن مختطفة بل عشيقة لأحدهم و كانت تمارس عشقها في منطقة غلافية ، و لم يتم القضاء على غزة ، اذ من المستحيل القضاء على مليونين و نصف مليون انسان ، و لهذا اقترح وزير آثارها قصفها بقنبلة ذرية.
ثم جاءت الهدنة "أم اربع ساعات" ، بضغط من الهرم بايدن الذي صدق أكاذيب نتنياهو حول قطع رؤوس الاطفال و اغتصاب النساء و حرقهم احياء ، فظهر امام شعبه انه هو الكذاب ، فمن يصدق الكاذب هو كاذب أيضا . ضاقت الجماهير الحرة ذرعا بهذا الكذب و بهذه الدولة المجرمة و بكل من يناصرها من حكومات العالم ، البعض كان يعرف فقطع علاقاته معها فورا ، و كان من الأبرز جنوب افريقيا و كولومبيا و تركيا التي قال رئيسها شيئا مغايرا : حماس حركة تحرر . البعض الثاني تراجع عن موقفه التقليدي المؤيد لـ"إسرائيل" ظالمة او مظلومة و على رأسها اسبانيا و بلجيكا و فرنسا و بريطانيا و أمريكا نفسها التي فرضت هدنة من أربعة أيام قابلة للتمديد و صفقة التبادل (50 مقابل 150 طفلا و امرأة) قابلة للزيادة حتى 300 .
في التحصيل الحاصل و بعد كل هذا الوقت الدامي المكثف ، تكون "إسرائيل" قد ذهبت من الدلف الى المزراب ، حين ارادت إعادة الاعتبار لذاتها ، فوجدتها و قد غرقت في دماء نحو عشرين ألفا معظمهم أبرياء ليس لهم في السياسة و لا في الطحين او العجين ، سوى انهم يسكنون في غزة ، بعضهم ما زال تحت الأنقاض حتى الآن . أي غبي يفعل هذا عام 2023 ؟ أي مجرم حرب يفعل هذا و العالم اصبح كما يقال قرية كبيرة او حتى صغيرة ، كل أكاذيب نتنياهو على بايدن و ماكرون و محمد ومحمود انكشفت و بالتأكيد ارتدت عليه ، فلن نسمع بعد اليوم ان حماس "داعشية" بعد الرهائن الذين كانوا بحوزتها و ظهروا كما لو انهم كانوا في نزهة و كم يودوا تمديدها ، و جملة "من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها" ، ممن ؟ من ثمانية الاف طفل و طفلة ؟. سيستمر الانزلاق والتدهور ، من دلف الى مزراب الى مستنقع آسن.