اطلس:قالت منظمة آكشن إيد الدولية، إن الأوضاع الإنسانية في رفح وصلت إلى نقطة الانهيار حيث يتجمع فيها ما يزيد أكثر من مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية مع قدوم المزيد منهم كل يوم، حيث تقدر مساحة مدينة رفح بنحو 32 كيلومترا مربعا.
وأشارت أكشن ايد، الى أن مئات الآلاف من المواطنين ينامون في العراء دون ملابس كافية ومأوى ضد البرد والمطربسبب إكتظاظ مراكزالإيواء وتجاوز قدرتها الإستيعابية. يتقاسم الخيمة ما يزيد على 20 شخص، وكل يوم يمثل كفاح للعثور على الغذاء والماء، حيث يواجه جميع سكان قطاع غزة الآن مستويات من الجوع مع خطر المجاعة الذي يزداد يوم بعد يوم.
وأوضح عضو في مجموعة شبابية لمؤسسة شريكة لمؤسسة أكشن إيد فلسطين عبد الحكيم عوض، أن الظروف الإنسانية الكارثية التي يواجهها الناس في رفح. قائلا: "نحن نعيش في وضع لا يمكن أن نصفه بالإنساني. لا توجد صحة ولا طعام، ولا توجد مقومات الحياة الأساسية. لايوجد خيم كافية يمكنها استيعاب جميع الأشخاص الذين جاءوا من المنطقة الوسطى في قطاع غزة. إنهم ينامون في العراء. يجب أن يكون لديك 3000 شيكل (ما يعادل 635 جنيهًا إسترلينيًا) لكي تتمكن من شراء خيمة. إذا أردت شراء أي شيء، كطعام في الصباح أو بعد الظهرأو الليل، فيجب أن تكون وجبة واحدة. قد تحصل عليها في منتصف النهار، وتبلغ تكلفة هذه الوجبة 50 شيكلًا على الأقل (10.58 جنيهًا إسترلينيًا)".
وبخصوص الوضع الصحي أوضح عوض، أن من أصيب عليه أن يبقى في منزله لأنه لا يوجد مكان لاستقباله على الإطلاق. فضلا عن انقطاع الكهرباء، مبينا أنهم يستخدمون الطاقة الشمسية أو الخلايا الشمسية للشحن في الأيام العادية... وعليه يجب الانتظار ثلاثة أيام للحصول على الشحن نظرا للطوابير.
وتابع: كل شي بالطوابير سواء للمياه العذبة، والمياه المالحة، وللطعام، وللشرب.
وفيما يتعلق بانتشار الأمراض، أشارت منظمة اليونيسف الى وجود مايقارب 3200 حالة جديدة من حالات الإسهال بالمتوسط كل يوم بين الأطفال دون سن الخامسة وفي أسبوع واحد من شهر كانون الأول، في حين وصلت حالات الاسهال المسجلة عادة قبل السابع من تشرين الأول ما يقارب 2000 حالة في هذه الفئة العمرية كل شهر، مؤكدة على أن الحفاظ على مستويات النظافة يكاد يكون مستحيلاً بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، حيث يضطر مئات الأشخاص إلى استخدام مرحاض أو حمام واحد للإستحمام .
الصورة مماثلة في أماكن أخرى في جنوب ووسط قطاع غزة، حيث تم تكثيف الغارات الجوية في الأيام الأخيرة. وقد نزح أكثر من 85% من السكان – حوالي 1.9 مليون مواطن من منازلهم عدة مرات، ويواجهون صراعاً يومياً لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
المواطنة ليلى نزحت من منزلها وتقيم الآن في خيمة مع أطفالها وعائلتها الممتدة في مخيم يقع في جنوب غزة، الذي تقول إنه موطن لـ 100,000 مواطن. وقالت: " نحن نعيش في الخيام. لا يوجد أي من مقومات الحياة التي نعيشها، نتضور جوعا ونواجه معاناة في إيجاد الماء والطعام . لقد غمرتنا المياه خلال الليالي التي أمطرت علينا. أطفالنا ليس لديهم أي وسيلة لتدفئتهم. لا توجد أغطية، لا شيء. والدتنا مريضة بالربو، وهي أيضًا مصابة بحادث سير أثناء الحرب، وأختي أيضًا على وشك الولادة، وليس لدينا بطانيات أو أشياء لتدفئتها أو لتدفئة أطفالنا بها".
من جانبها، تحدثت المواطنة اميرة التي نزحت من منزلها في الشمال وتعيش حاليًا في خيمة مع أطفالها الأربعة أصغرهم يبلغ من العمر عامًا ونصف – في خان يونس، بينما لا يزال زوجها في الشمال،: "الحمد لله وجدنا ما يسمى بـ”المأوى”، لكن بصراحة بالنسبة لي ولأطفالي وعائلتي، فهو ليس مأوى. هنا أعاني من البرد لأنني وأطفالي لا نجد ما يكفي من الأغطية. نعاني كثيرًا عندما نريد الذهاب إلى الحمام. نقف في الطابور لفترة طويلة والحمامات بعيدة. لقد عانينا من التهاب المعدة والأمعاء أكثر من مرة. أطفالي كلهم أصيبوا بالمرض على التوالي وتعافوا مرة أخرى... ليس لدي مأوى، ولا أملك دخلاً أو مالاً أصرفه أو أشتري به أي شيء".
ولا تزال كمية المساعدات التي تدخل غزة غير كافية على الإطلاق لتغطية هذا المستوى الهائل من الاحتياجات، حيث يدخل حاليًا ما يقارب 200 شاحنة تحمل المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات يوميًا في المتوسط. على الرغم من التحديات الهائلة، تدعم منظمة أكشن إيد وشركاؤها المحليون مثل جمعية الوفاق لرعاية المرأة والطفل (وفاق) السكان في رفح من خلال توفير المساعدات الغذائية ومستلزمات النظافة و"مستلزمات الشتاء" التي تحتوي على الملابس الدافئة والبطانيات والفرش، فضلاً عن تزويد عدد من بمساعدات نقدية لتمكينهم من شراء المواد الأساسية. تعمل منظمة أكشن إيد بالشراكة مع جمعية وفاق،أيضًا على بناء 60 من الوحدات الصحية للنساء والفتيات في رفح، مما يمنحهن مساحة خاصة للحفاظ على نظافتهن بكرامة.
وبدورها، قالت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري:" إن الظروف التي يواجهها الناس في رفح لا تصدق، حيث تنهار البنية التحتية تحت ضغط تلبية احتياجات السكان بما يقرب من أربعة أضعاف طاقتها المعتادة، وتتدفق المساعدات بوتيرة بطيئة مؤلمة لقد سمعنا قصصًا بائسة عن 20 فردًا من أفراد الأسرة الذين اضطروا للتكدس في خيمة واحدة، واضطر الناس إلى الوقوف في طوابير لساعات لاستخدام المرحاض، والآباء لا يتناولون حصتهم من الوجبة تلو الأخرى حتى يتمكنوا على الأقل من إعطاء أطفالهم شيئًا ليأكلوه. من المرجح أن الوضع سيزداد سوءًا ومع نزوح المزيد من الأشخاص من المنطقة الوسطى ومناطق أخرى في جنوب غزة مع تكثيف الغارات الجوية،. إن وقف إطلاق النار الفوري والدائم هو وحده الذي سيوقف ارتفاع عدد القتلى ويسمح بدخول ما يكفي من المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة وتقديم بعض الراحة لأولئك الذين يصارعون من أجل البقاء في رفح وأماكن أخرى من قطاع غزة".
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهمهن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهمهن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.