اطلس: كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الجمعة أن مصر بصدد بناء منطقة عازلة تبلغ مساحتها حوالي 20 كيلومتر مربع قرب حدودها مع قطاع غزة.
وحسب الجريدة التي نقلت عن مصادر مصرية فإن المنطقة التي يجري الحديث عنها معززة بجدران خرسانية وبإمكانها استيعاب حوالي مائة ألف شخص.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يبدو أن جيش الاحتلال يخطط لشن هجوم على مدينة رفح حيث يوجد ما يقرب من 1,5 مليون فلسطيني محاصرين على الحدود مع مصر.
من ناحيتها، قالت قناة "بي أف أم" الفرنسية نقلا عن قناة "سي أن أن" التلفزيونية الأمريكية أن مقاطع فيديو التقطت عبر صور الأقمار الصناعية أظهرت جرافات وهي تقوم بتهيئة الموقع".
فيما أضافت وكالة رويترز أن المنطقة التي يجري تحضيرها "ستستقبل فلسطينيين من رفح في حال هاجمت إسرائيل هذه المدينة".
من جهته، كتب موقع "سيناء لحقوق الإنسان" وهي منظمة حقوقية غير حكومية تنشط في لندن في تغريدة على موقع إكس "حصلت مؤسسة سيناء على مواد مصورة جديدة تؤكد ما نشر سابقاً عن قيام السلطات المصرية ببناء منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار" في المنطقة الحدودية مع مدينة رفح.
وأضاف نفس الموقع: "تظهر المواد الجديدة ما أكدته مصادر المؤسسة بالبدء في إنشاء منطقة معزولة محاطة بأسوار على الحدود مع قطاع غزة بهدف استقبال لاجئين حال حدوث عملية نزوح جماعي من رفح. كما تظهر المواد إزالة أنقاض منازل السكان الأصليين التي دمرت خلال الحرب على الإرهاب".
فيما أشارت الجمعية الحقوقية المصرية "سيناء لحقوق الإنسان" نقلا عن محافظ منطقة سيناء لم تكشف عن اسمه أن "مصر مستعدة لكل السيناريوهات في حال تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية في المحافظة الفلسطينية الحدودية".
من جهته، حذر مارتن غريفيث، منسق المساعدات بالأمم المتحدة الخميس من احتمال تدفق الفلسطينيين المكدسين في رفح إلى مصر إذا شنت إسرائيل عملية عسكرية على المدينة الحدودية.
وقال: "احتمال القيام بعملية عسكرية في رفح قد تؤدي إلى وقوع "مجازر" في غزة". وتابع:" اليوم أدق ناقوس الخطر مرة أخرى، العمليات العسكرية في رفح يمكن أن تقود إلى وقوع مجازر في غزة. كما يمكن أيضا أن تدفع العمل الإنساني الهش إلى الموت"
وإلى ذلك، حذرت بدورها المنظمة العالمية للصحة أن "أي هجوم على رفح ستكون عواقبه كارثية.
من جهتها نفت القاهرة ما يتم تداوله من أنباء حول انشاء منطقة عازلة للفلسطينيين جاء ذلك وفق بيان صادر عن ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية (رسمية)، ردا على ما تم تداوله في وسائل إعلام دولية في هذا الصدد.
وقال رشوان، في البيان، إن بلاده "تنفي بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام الدولية بشأن قيامها بالإعداد لتشييد وحدات لإيواء الأشقاء الفلسطينيين في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة، وذلك في حالة تهجيرهم قسريا بفعل العدوان الإسرائيلي الدامي عليهم في القطاع".
وأشار إلى "تداول بعض وسائل الإعلام الدولية لما يوصف ببدء مصر إنشاء جدار عازل على حدودها مع قطاع غزة".
وأوضح رشوان، أن "لدى مصر بالفعل، ومنذ فترة طويلة قبل اندلاع الأزمة الحالية، منطقة عازلة وأسوار في هذه المنطقة".
ولفت إلى أن ذلك "إجراءات وتدابير تتخذها أية دولة في العالم للحفاظ على أمن حدودها وسيادتها على أراضيها".
وأشار المسؤول المصري إلى موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة "منذ بدء العدوان"، وهو ما أكده "الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل جهات الدولة عشرات المرات".
وأكد أن هذا الموقف "يقضي بالرفض التام والذي لا رجعة فيه لأي تهجير قسري أو طوعي للأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه، وخصوصا للأراضي المصرية".
ووصف رشوان، مساعي تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة بأنه "تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية، وتهديد مباشر للسيادة والأمن القومي المصريين".
وشدد على أن "كل التصريحات والبيانات المصرية أوضحت أن (ذلك) خط أحمر، وأن لدى القاهرة من الوسائل ما يمكنها من التعامل معه بصورة فورية وفعالة".
وأضاف المسؤول المصري، أن "القاهرة بموقفها المعلن والصريح هذا، لا يمكن أن تتخذ على أراضيها أية إجراءات او تحركات تتعارض معه، وتعطي انطباعًا يروج له البعض تزويرا بأنها تشارك في جريمة التهجير التي تدعو إليها بعض الأطراف الإسرائيلية".
وقال إن "التهجير جريمة حرب فادحة يدينها القانون الدولي الإنساني، ولا يمكن لمصر أن تكون طرفا فيها، بل على العكس تماما، حيث ستتخذ كل ما يجب عمله من أجل وقفها ومنع من يسعون إلى ارتكابها من تنفيذها".
يأتي ذلك في ظل تهديدات الاحتلال الاسرائيلي باستكمال حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر العام الماضي ارتكب خلالها بارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 2503 مجزرة منذ بداية العدوان، وسجلت 35.775 حالة بين شهيد ومفقود.