أطلس - يصادف، اليوم الاثنين، الذكرى الواحدة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي حدثت في 16 من أيلول 1982.
نفذت هذه المجزرة في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين بلبنان، من أجل تصفية الفلسطينيين وارغامهم على الهجرة من جديد، واستمرت لمدة ثلاثة أيام، ما أسفر عن وقوع آلاف الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل والرجال.
بدأت المجزرة في الخامسة من مساء 16 أيلول عقب تطويق المخيم من قبل حزب الكتائب اللبنانية، والجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة أرئيل شارون وزير الجيش آنذاك، ورئيس اركان الحرب الاسرائيلي رفائيل ايتان، فقد دخلت ثلاث فرق إلى المخيم، وأطبقت على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، ونشروا الرعب في أرجاء المخيم، وتراوح عدد الشهداء في ذلك الحين مابين 3500 و5000 شهيدا.
وارتكب الجيش الاسرائيلي المجزرة بعيدا عن وسائل الإعلام، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم، وأحكمت الآليات الإسرائيلية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة، حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية.
وجاءت هذه المجزرة بحجة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني، فقد قام الجيش الإسرائيلي وحزب الكتائب اللبنانية بمحاصرة مخيم صبرا وشاتيلا وإنزال 350 مسلح مسيحي للبحث عن المقاتلين الفلسطينيين، الذين كانوا خارج المخيم في جبهات القتال، ولم يكن في المخيم سوى الأطفال والشيوخ والنساء وقام المسلحون بقتل النساء والأطفال، وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل.
وعلى اثر المجزرة، في الأول من تشرين الثاني 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهـن، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت "لجنة كاهن"، و في 7 فبراير1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث.
وأقرت اللجنة أن وزير الجيش الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية مباشرة عن المجزرة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دونها، وانتقدت رئيس الوزراء مناحيم بيغن، ووزير الخارجية اسحق شامير، ورئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة المخابرات، موضحة أنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المجزرة أو لإيقافها حينما بدأت، ورفض شارون قرار اللجنة، واستقال من منصب وزير الجيش عندما تكثفت الضغوط عليه.
ستبقى مجزرة صبرا وشاتيلا في الذاكرة الفلسطينية، وان التاريخ الفلسطيني لن ينسى ابدا دموية تلك المجازر مهما طال الزمن أو قصر، ولم تكن هذه المجزرة الاسرائيلية هي الاخيرة التي ترتكب بحق شعبنا، فمسلسل المجازر اليومية لم ينته، ولم يكف الجيش الاسرائيلي عن ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم.