الكاتب: غسان مصطفى الشامي
حلم كل صحفي جريء وشجاع يحمل رسالة إعلامية سامية لقاء الطيب رجب أردوغان رئيس الوزراء التركي .. هذا الرجل صاحب الأخلاق المتواضعة هذا الرجل العامل العابد المجاهد من أجل خدمة أبناء شعبه والارتقاء بتركيا حكومة وقيادة وشعبا.. والقارئ لتاريخ هذا الرجل منذ أن سلك دروب العمل الاجتماعي والسياسي في تركيا يدرك البصمات الكبيرة التي تركها هذا الرجل في اسطنبول وضوايحها وقراها .. يدرك أن هذا الرجل كان لا ينام الليل من أجل أبناء مدينته الصغيرة عندما كان في المجلس البلدي .. فقد أحبه الجميع في تركيا على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم .. حتى داخل السجن كان المحبين له يودعونه وينتظرونه عند الإفراج فقد عوّد الطيب أردوغان الشعب التركي التي على المحبة والمودة والعمل من أجل الأهداف النبيلة، كيف لا وقد انتفض أمام العالم كله وهو يصب جام غضبة على الرئيس الصهيوني " شمعون بيرس" في إحدى المؤتمرات العالمية والدولية وهو يصف دولة الكيان الصهيوني بأنها قاتلة الأطفال والمدنيين والأبرياء .. وقد كان هذا الرجل المتواضع الشجاع من أوائل من شاركوا برفع الحصار الظالم عن قطاع غزة وخرجت اسطنبول عن بكرة أبيها دعما وتأييدا لغزة .. ولهذا الرجل الدور الكبير في المحاولات الأولى لكسر الحصار البحري الدولي المفروض على قطاع غزة عندما جاءت سفينة مرمرة التركية لتقتحم الحصار الإسرائيلي البحري المفروض على القطاع ولتختلط دماء أبناء الشعب التركي الأبرار مع مياه بحر غزة .. هي تركيا الجديدة .. تركيا تعود لعصر الإمبراطورية العثمانية التي كان لها عزا شامخا وصولات وجولات في دروب التاريخ .. والتاريخ يسجل للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني عندما أبلغ الصهاينة برفضه القاطع للتخلي عن أي شبر من فلسطين رغم الوعود الكبيرة له والملايين من النقود من أجل إعطاء اليهود فلسطين وطن قوميا .. لقد دافعت الإمبراطورية العثمانية دفاعا كبيرا عن فلسطين، ولكن المؤامرات الصهيونية واليهودية والغربية على هذه الدولة - من أجل التمكين لليهود في فلسطين- كانت أقوى من السلاطين العثمانيين في آخر زمانهم..
هي تركيا الأصالة والعراقة والتاريخ تعود ويذكرنا بها الطيب أردوغان والرئيس التركي عبد الله غول ومن قبلهم المجاهد التركي الكبير نجم الدين أربكان الذي تولى حزب الرفاه ورئاسة تركيا وأيضا وزير الخارجية أحمد داود أغلو الذي زار قطاع غزة وهو يتعرض للصواريخ والقذائف الصهيونية تضرب غزة في كل مكان .. إلا أن وزير الخارجية التركي كان على رأس القادمين للقطاع والداعمين له في هذه الأوقات الصعبة .. كما أن وزير الخارجية التركي كان من أول المهنئين بفوز الدبلوماسية الفلسطينية وانتزاعها دولة عضو غير مراقب في الأمم المتحدة .. هي تركيا الحرية والمحبة والعدالة والتضامن مع الشعب الفلسطيني .
الكل منا يدرك حجم الأعباء على الزعيم التركي رجب طيب أردوغان والمسؤوليات الكبيرة وقلة الوقت لديه، إلا أنه جعل من وقته الثمين ساعة أجرى فيه حوارا مع الصحفية التركية الصغيرة "هالة طوانا هنجر قيران" البالغة ثمانية أعوام، وهي الصحفية الأصغر في تركيا التي تجري حديثًا مع أردوغان سألته عن الكثير من القضايا الحياتية وعن سماته الشخصية ، والأهداف في ذهن " أردوغان" واضحة تتمثل في احترام الصحافة وحرية والرأي وتعريف الصغار بالقيادة عن قرب والعمل على زرع الأخلاق والمبادئ والمثل العليا في نفوس الأطفال .. هي كاريزما القادة عندما يستقبلون الصغار والضعفاء من أبناء الشعب .. إن مدرسة " أردوغان " ملئ بالمثل والأخلاق والقيم التي وجد فيها الزعيم التركي من الضروري إيصالها وتلقينها للأطفال عن قرب وتعزيز معاني التواضع والحب وزرعه في نفوس الأطفال ..
لقاء الطيب "أردوغان " مع أصغر صحفية تركية لقاء يبعث في نفوسنا كصحفيين الأمل المتجدد والمستقبل الزاهر للصحافة وهي براقة أمل وبقعة ضوء وسط ما يتعرض له الصحفيين في كل عام من انتهاكات مستمرة بحقهم .