قال رئيس المكتب السياسي لحزب حركة النهضة التونسية عامر العريض مساء الثلاثاء إن رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي هو مرشحها الأول لتشكيل حكومة ائتلاف سياسية
وأضاف أن الجبالي استقال لأن مبادرة حكومة الكفاءات التي عرضها عقب اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في السادس من الشهر الجاري لم تلق دعما سياسيا في المجلس الوطني التأسيسي الذي تملك فيه 89 مقعدا من مجموع 217.
وتابع أن استقالة رئيس الحكومة -وهو الأمين العام للنهضة- ليست فاجعة في الأنظمة الديمقراطية, نافيا أن تكون مبادرة الجبالي قد سببت أي صدع داخل الحركة.
وحسب قول رئيس المكتب السياسي للنهضة, فإن الحركة كانت ولا تزال مع حكومة ائتلافية تجمع الساسة والمستقلين الأكفاء, وتكون ملتزمة بأهداف الثورة. وتوقع العريض التوصل خلال أيام إلى تشكيل حكومة جديدة موسعة تضم أربعة أو خمسة أحزاب وكتل برلمانية.
وهناك توقعات بأن تضم الحكومة الجديدة أحزاب النهضة والمؤتمر والتكتل، وهي الأحزاب التي كانت تشكل الترويكا، وحركة وفاء, وكتلة الحرية والكرامة, بالإضافة إلى الحزب الجمهوري المعارض.
ودعا الرئيس محمد منصف المرزوقي مساء الثلاثاء رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي للاجتماع به اليوم الأربعاء للتشاور حول مرشح النهضة الذي سيكلف تشكيل الحكومة الجديدة وفق ما جاء في الصفحة الرسمية للغنوشي على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. وهناك توقعات بأن يعلن المرزوقي اليوم تكليف الجبالي بتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان الجبالي أعلن مساء الثلاثاء أنه قدم استقالته بعدما أخفق في تشكيل حكومة تكنوقراط. وقال في تصريح أدلى به بعيد لقائه المرزوقي "وعدت وأكدت أنني سأستقيل من رئاسة الحكومة في حال فشل مبادرتي، وهذا ما قمت به للتو".
واشترط الجبالي لقيادة الحكومة الجديدة أن تكون بعيدة عن التجاذبات الحزبية, كما اشترط تحديد موعد للانتخابات وكتابة الدستور.
وفي حال رشحت حركة النهضة الجبالي لتشكيل الحكومة الجديدة وقبل هو التكليف منها باعتباره مرشح حزب الأكثرية, فأمامه 15 يوما لتقديم التشكيلة الحكومية إلى رئيس الجمهورية، على أن تعرض لاحقا على المجلس التأسيسي للتصويت عليها بالأغلبية المطلقة (النصف زائد واحد أي 109 أعضاء على الأقل)، وفق ما نص عليه النظام المؤقت للسلط العمومية (الدستور الصغير).
وفي حال فشل في المهمة في الأجل المحدد, أو لم تنل الحكومة الثقة, يكلف رئيس الجمهورية بعد التشاور مع الأحزاب الشخصية الأقدر على تشكيل حكومة بنفس الإجراءات السابقة. وكان الجبالي قد أعلن مساء الاثنين فشل مبادرته لتشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) لا تضم ممثلي أحزاب.
وجاء هذا الإعلان عقب مشاورات أجراها الجبالي مع الأحزاب السياسية في تونس بشأن تشكيل حكومة التكنوقراط، وكانت الأحزاب المؤيدة لمبادرته قد اشترطت تحييدا مطلقا للوزارات السيادية.
ورفضت حركة النهضة مبادرته، وأعلن مجلس شورى الحركة الاثنين أن "مبادرة حكومة التكنوقراط لا تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة".
وأضاف المجلس أنه "يتمسك بخيار الحركة في تشكيل حكومة سياسية ائتلافية مستندة إلى شرعية انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011" التي فازت فيها النهضة، مؤكدا ضرورة أن تكون هذه الحكومة "منفتحة على الخبرات الوطنية الملتزمة بتحقيق أهداف الثورة وفق برنامج سياسي لاستكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي".
وقال رئيس حركة النهضة في مظاهرة حاشدة السبت الماضي إن النهضة "لن تفرط في السلطة ما دام الشعب يجدد ثقته فيها".