الخليل - اطلس - صورة دموية، يتذكرها الفلسطينيون كل عام، ويعيد ذكراها أهل خليل الرحمن ، الذين استيقظوا قبل تسعة عشر عاما، في موعد صلاة الفجر من
شهر رمضان، على رائحة الموت والدماء التي سالت من أطفالهم ونسائهم، وشيوخهم وشبابهم الراكعين بين يدي ربّهم، ذلك حرج الخليل الذي لم ينسى، وما زال أثره حاضرا إلى يومنا هذا في مسجد إبراهيم الخليل .
هكذا بدأت حكاية تلك المجزرة الدموية بحق المصلين، عندما افرغ الحاقد اليهودي الصهيوني باروخ جولد شتاين، ما في جعبته من الرصاص والقنابل الحاقدة،على أجسام ورؤوس الركع الساجدين مع أبناء خليل الرحمن .
تكاد تلك المجزرة لم تنسى من الذاكرة، فحصادها كان مؤلما، وضحيتها ما يزيد عن 29 شهيدا من أبناء محافظة الخليل استشهدوا في مصلى الاسحاقية داخل الحرم الشريف، و 14 شهيدا انضموا إلى قافلة شهداء المجزرة، استشهدوا في مناطق مختلفة من مدينة الخليل عقب احتجاجهم على المجزرة، والجرح طال قرابة 349 مصاب بعد أن أفرغ كل ما لديه من رصاص وقنابل على الساجدين .
طيب الأطفال باروخ، هو احد أفراد حكومة تدعي 'عدالتها ومساواتها تجاه الإنسانية' أمام العالم أجمع، وهو منفذ المجزرة بسلاحه الأوتوماتكي والقنابل المتفجرة، التي لم يسلم من حقده الصهيوني، طفلا ولا شابا، وحتى الشيوخ، الساجدين جميعهم بين يدي الله .
يروي إمام صلاة مجزرة الحرم الشيخ عادل إدريس لوكالة الحرية الإخبارية حكاية حرج الخليل، قائلا" بدأت المجزرة بدخول المستوطن باروخ جولد شتاين إلى الحرم من الباب الخلفي الشمالي، واصلا إلى بوابة الاسحاقية، واخذ يطلق الرصاص والقنابل بشكل عشوائي على المصلين الساجدين، مشبها تلك المذبحة بحمام الدم من كثرة دماء شهداؤها .
وأضاف إدريس " انه يستذكر من هذا الحادث ألأخ الشهيد المهندس سليم إدريس، وجرح كافة الشهداء والجرحى الذين كانوا ضحايا المذبحة الصهيونية الحاقدة بحق الإسلام والمسلمين ، ولا ينسينا هذا الحرج سوى المنزلة العالية للشهيد عند رب العالمين .
توضأت في البيت، وذهبت لصلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي، بقلب خاشع ونفس طاهرة، ناوبا الصلاة مع الجماعة، وإذا برصاص رشاش المستوطن الحاقد جولد شتاين يخترق أجساد المصلين، هذا ما رواه لنا جريح مجزرة الحرم كمال عابدين، الذي أصيب برصاصة في الرقبة، أطاحت به في غيبوبة لمدة ستة أشهر في المستشفى،على أثرها أصيب بشلل نصفي، بعد اختراق جسده رصاصة حقد صهيونية .
وأضاف عابدين، جرح الخليل لم ينسى والحرم مسجدنا، وهو ارث أبينا إبراهيم وتاريخ مدينة الخليل، وما اذكر من تاريخ ذلك الفجر سوى الألم والمعاناة والحرج العميق الذي داء جبل الخليل مرارته، وأتألم جدا على ما حال بالحرم الإبراهيمي من تقسيم وتهجير بعد المذبحة .
لم ينسى فجر ذلك التاريخ، الذي فاح سماء المدينة برائحة شهداء مجزرته، وذكراها تورث من جيل إلى أخر، والحرم يبقى شامخا باسمه وتاريخه ، ويجب الحفاظ عليه بالزيارة والصلاة فيه لجميع الصلوات، وتزيين أروقته بحضور وبهاء أبنائه وأهله كما كان قبل الاحتلال، وحفاظا عليه من سرقة وتهجير الاحتلال له، وسماع صوت مئذنته في كل وقت وحين .