وسط تحذيرات إسرائيلية من انزلاق الوضع الامني في الضفة الى انتفاضة ثالثة، وأخذ اقصى درجات الجاهزية والاستعداد لمواجهة اعمال قد تخرج
عن السيطرة، تنفي قيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح حدوث ذلك، مشيرين الى أن ما يحدث بالضفة من مظاهرات يتناقض مع الخط العام للسلطة.
هذا ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية (ريشيت بيت) عن القيادي في حركة فتح "جبريل الرجوب" قوله: إن "اليمين في إسرائيل لن يجر الفلسطينيين إلى سفك الدماء"، وبحسبه فإن "متطرفين من الطرفين يضعان جدول أعمال يقوم على الكراهية والقتل"، مضيفاً: أن "الفلسطينيين لن يبادروا إلى انتفاضة ثالثة".
وصرح "نبيل شعث" المسؤول في السلطة الفلسطينية يوم أمس لـصحيفة "معاريف", بأنه "لا يوجد أي مخطط لانتفاضة ثالثة، وأن المظاهرات العنيفة هي ضد الخط الذي تقوده السلطة", ومع ذلك، فقد أشار شعث, بأنه لا أحد يعرف إلى أين ستؤدي الأحداث الأخيرة التي تزيد من الضغط في الشارع الفلسطيني.
وأضاف شعت: "نحن نتوقع محاولة إسرائيلية لإحداث انتفاضة جديدة, فإسرائيل تتعامل مع موضوع الأسرى الفلسطينيين، وحقيقة وفاة أحد الأسرى تؤثر على الوضع برمته".
وقال أيضاً: "إن حاولنا رسم صورة شخصية للمتظاهر الفلسطيني العادي، ذلك المتواجد في دائرة المواجهة الأولى التي تلقي الحجارة على قوات الأمن في بيتونيا أو الخليل وطولكرم، فإن الحديث يدور عن فتى يتراوح عمره بين 14-19 سنة وهو ينتظم في المظاهرات تلقائياً تقريباً".
وتابع: "هذا المتظاهر ماهر في إنشاء الحواجز الحجرية لمنع وصول قوات الجيش الإسرائيلي لتنفيذ اعتقالات, وهو يعرف أين تتواجد إطارات السيارات المستخدمة لإشعالها, وهو يدرك المسافة الناجعة لإلقاء الحجارة بالمقلاع, ويتحكم بطرق الهرب من الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي الذي يُطلق عليه".
وخلُص بالقول: "كلما ابتعدنا عن مراكز المواجهات, فإن سن المتظاهرين يزيد, وأن العناصر الرسمية والشخصيات العامة يحاولون عدم الوصول إلى مناطق المواجهات، وإنما يقدمون الدعم من الصفوف الخلفية للفتيان المتظاهرين".
ومن جهته قال عضو الكنيست ووزير الأمن سابقاً بنيامين بن إلعيزر إن المنطقة على أبواب انتفاضة ثالثة، مضيفاً :إن الانتفاضة ستكون الأكثر دموية، ودعا بن إلعيزر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى القيام بـ"عملية سياسية" قبل أن يتم فرضها عليه.
كما أعرب عضو الكنيست "يعقوب بيري" من حزب هناك مستقبل وهو رئيس جهاز الأمن العام سابقا عن اعتقاده بأن القيادة الفلسطينية الحالية غير معنية بإشعال النار في المناطق وانما تسعى لإنهاء النزاع مع "اسرائيل".
ودعا "بيري" الى اطلاق مسيرة سياسية مع الفلسطينيين، منوها بأنه لا يمكننا ان نعرف ما اذا كانت قيادة فلسطينية مستقبلية ستكون اريح بالنسبة لـ"إسرائيل" ام لا، وأكد بيري في سياق مقابلة اذاعية ان التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين هو حاجة وجودية لـ"اسرائيل".