غزة – أطلس - تحولت مستنقعات المياه التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي سقطت على القطاع خلال الأيام الماضية، إلى ملاعب وأماكن للهو طلاب المدارس خلال عطلة نصف العام، التي بدأت نهاية الأسبوع الماضي للمرحلة الابتدائية.
وشوهد عشرات الأطفال يلهون في المستنقعات المائية المتناثرة في الشوارع والأراضي المفتوحة، بسبب ندرة المناطق الترفيهية والمحميات والمتنزهات، ما أجبرهم على اللعب بين المنازل، حيث تتراكم الأوساخ التي حملتها وجرفتها مياه الأمطار معها. ولم يأبه الأطفال بالمخاطر الجسيمة التي يتعرضون لها خلال لعبهم في مياه الأمطار والمستنقعات الضحلة بأقدام حافية، ويبررون ذلك بعدم وجود بدائل يلجؤون إليها خصوصاً في فصل الشتاء. واعتبر الطفل يوسف أبو داية أن الشارع هو ملعبه منذ معرفته اللعب ويضطر إلى اللعب فيه مهما كانت ظروفه. وغاص أبو داية بقدميه ومجموعة من الأطفال في مستنقع للمياه في أحد الشوارع الرملية غير مكترثين ببرودة المياه وما يحتويه المستنقع من مواد ومعادن حادة. ولم تفلح نداءات ومناشدات مواطنين في ثني الأطفال عن اللعب في المستنقعات واستمروا في اللعب والتراشق بالمياه. ويشتكي سائقون من التشويش التي يحدثه هؤلاء الأطفال على حركة السير من خلال تواجدهم بكثرة في الشارع، واعتبر السائق بشير معروف أن وجود الأطفال في الشوارع يزيد من محنة ومعاناة السائقين وارتفاع نسبة وقوع الحوادث.ويتسبب هؤلاء الأطفال في إزعاج أصحاب المحال التجارية المجاورة للمستنقعات وبرك المياه الطارئة، ولوحظت محاولات عدة من قبل أصحاب هذه المحال لطرد الأطفال من المكان، إلا أن الأطفال رفضوا مغادرة المكان لعدم وجود بديل، وأصروا على البقاء في المكان مهما كلف الأمر. وطالب الطفل هيثم بركات صاحب محل طالبهم بمغادرة المكان بتوفير مكان بديل للعب، ودعا المواطنين إلى تحمل لعبهم في الشوارع طيلة الأيام المتبقية من إجازة نصف العام، واصفاً المكوث في المنازل في الجو البارد بأنه صعب. وقال بركات إن والده أعطاه الحرية للعب في الشارع كما يشاء بعد عدة أيام قضاها في المنزل خلال ذروة المنخفض الجوي. وفي مشهد آخر، حول مجموعة من الصبية ملعبا لكرة القدم مغمورا بالمياه في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة إلى مرمى لحجارتهم، وواصلوا قذف الحجارة في الملعب الذي تحول إلى بركة تجميع لمياه الأمطار، فيما فضل صبية آخرون النزول بأحذيتهم وملابسهم إلى الملعب الذي بلغ ارتفاع المياه فيه نحو 40 سم. وأكد الطفل علاء حمودة في الصف الخامس الابتدائي استمتاعه بقذف الحجارة في المياه والغوص فيها بقدميه الحافيتين، وقال إنه لن يتنازل عن الغوص في الملعب واللعب فيه حتى لو طلب منه القائمون عليه ذلك. ولم يعرف حمودة ونظراؤه الأطفال مكاناً غير الشارع والملعب المجاور لمنازلهم للعب واللهو فيه خلال الإجازة المدرسية أو في الأيام العادية. أما والده أدهم حمودة فدعا البلدية والجهات المختصة إلى إنشاء المرافق العامة والمتنزهات حتى تكون بديلاً للأطفال للعب فيها بدلاً من اللعب في الشوارع والمستنقعات المائية غير الصحية. وقال حمودة إنه لن يمنع أبناءه من اللعب في الشوارع مهما كلف الأمر لرغبته في عدم تعرضهم للمزيد من الأمراض النفسية والمعنوية، معتبرا أن اللعب حاجة أساسية وصحية للأطفال رغم عدم وجود المرافق الترفيهية الصحية اللازمة.