أفاد المركز السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 130 سوريا قتلوا أمس الثلاثاء بأنحاء متفرقة من سوريا، سقط عدد كبير منهم جراء القصف المكثف الذي نفذته القوات النظامية بالدبابات والطائرات على مواقع الثوار في ريف دمشق
وأوضح المرصد في بيان أن من بين القتلى الذي سقطوا أمس 90 مدنيا، سقط معظمهم في محافظات ريف دمشق وحلب ودمشق ودرعا.
وحسب المرصد فإن ما لا يقل عن 32 من أفراد القوات النظامية بينهم أربعة ضباط لقوا مصرعهم أمس في اشتباكات وبرصاص قناصة في عدة محافظات.
في غضون ذلك كثف الجيش النظامي السوري قصفه بالدبابات والطائرات على مواقع الثوار بريف دمشق، وتحديدا في دير العصافير ودوما وعدرا ومخيم اليرموك والقابون وغيرها. وقد اشتدت المواجهات بين الجيش الحر وقوات النظام في جوبر بعد تفجير استهدف رحبة الدبابات قبل يومين.
وحسب مركز مسار الإعلامي، قصفت القوات النظامية براجمات الصواريخ مدن وبلدات مضايا وزملكا وداريا والزبداني.
وأضاف المركز أن القصف تجدد على مدن الرستن وتلبيسة والقصير وقرية الغنطو في حمص، وعلى مدينة مورك وقريتي قبيبات وأم حارتين في حماة، وسط إطلاق نار وعمليات دهم وحرق للمنازل.
وتتواصل الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف حيي اليرموك والقدم، كما تدور معارك على طريق المتحلق الجنوبي، في حين يحاول النظام اقتحام داريا المحاصرة منذ أكثر من 100 يوم.
في غضون دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري والجيش السوري الحر بمحيط الجامع الأموي الكبير في وسط حلب، وتواصلت المعارك بمناطق أخرى في المحافظة حيث أسقط الثوار ثلاث طائرات.
وذكر ناشطون أن طائرات قصفت محيط مطار منغ وبلدات مسكنة وخان العسل والنقارين في حلب، وأكدوا تجدد القصف على مدن بنش بيلون ومعرة النعمان وكورين وخربة الجوز في إدلب.
وذكرت مصادر عدة للمعارضة تواصل القصف على أحياء درعا البلد وحيي طريق السد ومخيم النازحين، وعلى بلدات معربة وداعل والطيبة وصيدا وبصر الحرير وعلما والمليحة الشرقية.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن الاشتباكات تواصلت بمحيط بلدة خان العسل في حلب وبأحياء عدة في المدينة، كما أكدت شبكة شام وقوع اشتباكات بأحياء السبع بحرات والجديدة والحميدية وداخل مدرسة الشرطة، حيث سيطر الثوار على مبنى كانت القوات النظامية تتمركز فيه بشركة الكابلات.
على صعيد آخر قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الجيش النظامي صعد هجماته بالصواريخ الباليستية على المناطق التي يسيطر عليها الثوار، إذ شن أربع هجمات على ريف حلب الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 141 شخصا، بينهم 71 طفلا.
وقال الباحث في حالات الطوارئ بالمنظمة أولي سولفانج أمس الثلاثاء "زرت العديد من مواقع الهجمات في سوريا، لكنني لم أر قط مثل هذا الدمار"، وأضاف بعد تفقده مناطق الهجمات الأربع "بمجرد أن نظن أن الأمور بلغت من السوء مداها نفاجأ بأن الحكومة السورية وجدت وسائل لتصعيد أساليب القتل".
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي نفى الأحد أن النظام يستخدم صواريخ سكود في الصراع، لكن بيان هيومن رايتس ووتش ذكر اليوم أن حجم الأضرار وغياب أي طائرات عن المنطقة في ذلك الوقت مع تأكيد الناشطين على إطلاق صواريخ من قاعدة عسكرية قرب دمشق هي دلائل ترجح بشدة أنها هجمات بصواريخ باليستية، كما سبق أن تحدث حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ديسمبر/كانون الأول عن استخدام النظام صواريخ سكود مرات عدة.
وأوضحت هيومن رايتس ووتش أنه لا توجد أي دلائل على وجود مقاتلين أو قواعد للمعارضة في المناطق التي تعرضت لهجمات بصواريخ باليستية حيث لم يكن بها سوى مدنيين.
وأضافت أن كل ضربة دمرت ما بين 15 و20 منزلا، وأوضح سولفانج أن استخدام صواريخ باليستية لمهاجمة الشعب يمثل مستوى متدنيا جديدا "حتى بالنسبة لهذه الحكومة".