قتل متظاهر في اشتباكات بين متظاهرين مناوئين للرئيس المصري محمد مرسي وقوات الأمن بمدينة المنصورة، في حين رفض معارضون دعوات للقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري أثناء زيارته المرتقبة للقاهرة بسبب الضغوط الأميركية
فقد ذكرت مصادر أمنية وطبية وشهود عيان أن متظاهرا قتل الجمعة في اشتباكات بين متظاهرين مناوئين للرئيس مرسي وقوات الأمن في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية بدلتا النيل في مصر.
ونقلت رويترز عن مصدر طبي أن جثة حسام الدين عبد الله عبد العظيم نقلت إلى مستشفى المنصورة الدولي، مشيرا إلى أنه مصاب بكسر في الجمجمة.
وقال شهود عيان إن مدرعة تابعة لقوات الأمن صدمت عبد العظيم خلال الاشتباكات التي استمرت ساعات. وقالت شاهدة من رويترز إن معارك شوارع دارت بين قوات الأمن والمتظاهرين في المدينة.
ومن جهته، قال مصدر أمني إن ضابطين وأربعة مجندين وستة متظاهرين أصيبوا في الاشتباكات التي استخدمت فيها قوات الأمن قنابل الغاز المدمع والحجارة، في مواجهة زجاجات حارقة وحجارة ألقاها المتظاهرون.
ومنذ خمسة أيام يحاول نشطاء فرض عصيان مدني على المدينة، في وقت تتصاعد فيه احتجاجات القوى المعارضة للرئيس محمد مرسي الذي انتخب في يونيو/حزيران الماضي. وشهدت الأسابيع الماضية مقتل العشرات وإصابة المئات في مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في عدة مدن مصرية.
وفي القاهرة، تظاهر نحو 200 شخص الجمعة في للمطالبة بإعادة ضباط وأمناء الشرطة الملتحين إلى العمل.
وقال أحد هؤلاء -ويدعى محمد صلاح- لوكالة الصحافة الفرنسية "إننا نحتج على وقفنا عن العمل بسبب اللحية"، فيما رفع آخرون لافتة كتب عليها "أين حقوق الضباط الملتحين؟".
يذكر أن وزارة الداخلية قررت وقف عدد كبير من ضباط الشرطة عن العمل بسبب إطلاق لحاهم عقب ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/شباط 2011. وقد حصل بعضهم على أحكام قضائية بعودتهم إلى العمل، إلا أن وزارة الداخلية رفضت تنفيذ الأحكام.
واعتبر هؤلاء الضباط الملتحين أن الوزارة "تعاقبهم على تطبيقهم للسنة النبوية"، واصفين هذا الأمر بأنه "غير إنساني". كما أكدوا أن هناك دولا عديدة فى العالم لا تمنع فيها الشرطة أفرادَها من إطلاق اللحية، كما أن القانون لا يحظر ذلك.
وكان العشرات من المحتجين المصريين تجمعوا أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في القاهرة مطالبين بإسقاط النظام وتولي الجيش إدارة البلاد، بينما تظاهر آخرون أمام المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين للمطالبة برحيل الرئيس مرسي.
وتظاهر العشرات أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بالمنطقة المعروفة بـ"المنصة" في ضاحية مدينة نصر شمال القاهرة، مطالبين بإسقاط النظام، وحل جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس مرسي، وتولي القوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.
وحدد المحتجون جملة من المطالب ضمنوها بياناً وزعوه على المارة، أبرزها "وقف العمل بالدستور الجديد" معتبرين إيّاه "غير شرعي، ولا يلقى توافقاً شعبياً"، كما طالبوا بحل جماعة الإخوان "باعتبارها جماعة محظورة تأسست بشكل غير شرعي، ورفع الظلم عن البلاد، ووقف تدهور الأوضاع فيها، وتولي القوات المسلحة إدارة شؤون البلاد".
واعتبر المحتجون -الذين تجمعوا تحت شعار "لا لأخونة الجيش"- أن الأوضاع "تشهد تدهوراً ملحوظاً على كافة الصعد بسبب سياسات جماعة الإخوان المسلمين التي تعمل من أجل مصالحها الخاصة ولا تراعي مصالح البلاد، ولا تعمل من أجل أهداف ثورة 25 يناير".
من جهة أخرى، قال المعارض المصري حمدين صباحي- مؤسس حركة التيار الشعبي وعضو جبهة الإنقاذ الوطني- إنه وزميله في الجبهة محمد البرادعي رفضا دعوات للقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري أثناء زيارته المرتقبة للقاهرة بسبب الضغوط الأميركية.
وقال صباحي إنه والبرادعي يرفضان الضغوط الأميركية الرامية إلى إقناع المعارضة بإعادة النظر في قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي ستجري على شهرين اعتبارا من 22 أبريل/نيسان المقبل. ويتوقع أن يزور كيري مصر خلال اليومين المقبلين.
وقال صباحي -في مقابلة مع تلفزيون "أون تي في"- إنه تلقى دعوة للقاء كيري واعتذر، كما تلقى البرادعي دعوة أخرى واعتذر. وأكد أنهما يريدان أن يبعثا برسالة تؤكد رفضهما للضغوط الأميركية.
كما قال أحد مستشاري المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى- العضو أيضا في جبهة الإنقاذ- إن الأمين العام السابق للجامعة العربية لن يشارك في اجتماع مع كيري يمكن أن تتعرض فيه المعارضة للضغط للمشاركة في الانتخابات.
وردا على سؤال، لم يستطع متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تأكيد برنامج زيارة كيري وما إذا كان ينوي الالتقاء بصباحي والبرادعي. وقال باتريك فنتريل إن "كيري يرغب في سرعة التوجه إلى القاهرة لرؤية ما يمكنه أن يقوم به لمساعدة المصريين في تحقيق طموحاتهم الديمقراطية، ودراسة التحديات الاقتصادية التي يواجهونها".
وأضاف "نحن أصدقاء للشعب المصري وجون كيري يرغب بشدة في الالتقاء بمجموعة متنوعة واسعة من المحاورين المصريين من أطياف متعددة".
وتسعى المعارضة إلى تصعيد الضغوط على الرئيس محمد مرسي من خلال الاحتجاجات الشعبية ومقاطعة الانتخابات البرلمانية.
وأوضحت الجبهة -التي تضم عدة أحزاب وشخصيات مدنية ويسارية- أنها قررت مقاطعة الانتخابات لعدم حصولها على ضمانات أساسية لنزاهتها، ولعدم تلبية مطالبها الرئيسية، ومن بينها تشكيل حكومة جديدة "لإنقاذ البلاد".
وترى الجبهة أن الولايات المتحدة تدعم مرسي الذي تتهمه بخيانة مبادئ الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك في مطلع 2011، وهمشت الليبراليين والمسيحيين منذ توليها السلطة.