رام الله - اطلس - حذر تقرير صدر عن منظمة التعاون الإسلامي اليوم الأحد، من خطورة ما سيتعرض له الوضع المائي في قطاع غزة مستقبلا، والذي قد يصل إلى حد الكارثة.
وأوضحت المنظمة في تقريرها الشهري الذي رصد آخر تطورات الوضع الإنساني في قطاع غزة خلال الشهر الماضي، أن الوضع المائي خلال عام 2016 سيكون كارثيا إذا استمر الوضع الحالي، بسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب، واحتوائها على نسب مرتفعة من الكلورايد الذي يضر بحياة البشر كما يضر بالمزروعات والإنتاج الحيواني.
وقال التقرير إن قطاع غزة لا يزال يعمل وفق برنامج 8 ساعات لقطع التيار الكهربائي المتواصل، حيث بلغت كميات السولار المهربة 20% من القدرة الداخلة إلى القطاع، أي ما نسبته 30 ميجاوات، ويعادل 4 ساعات توصيل يوميا، مشيرا إلى أن محطة الكهرباء تعتمد في التشغيل على السولار الذي يتم تهريبه، حيث يتم العمل حاليا على تنفيذ مشاريع جديدة لزيادة القدرة الكهربائية، أهمها مشروع الربط الثماني الذي يضم (مصر، والأردن، وسوريا، والعراق، ولبنان، وليبيا، وتركيا، وقطاع غزة).
وأضاف أن بنك التنمية الإسلامي رصد مبلغ %32.5 مليون دولار، لتدشين محطة الكهرباء في مصر لتزويد قطاع غزة بالكهرباء لمواجهة الأزمة الحالية التي يعاني منها، وعليه سيتم إمداد القطاع في بداية الأمر بـ150 ميجاوات، وتصل إلى 600 ميجاوات شهريا وفق قطاع الطاقة الفلسطيني، ما سيحقق اكتفاء ذاتيا من احتياجات القطاع من الكهرباء، بما يضمن استمرارها على مدار الساعة.
وحول عدد ذوي الإعاقة في القطاع، بيّن التقرير أن عددهم بلغ أكثر من 38 ألف شخص، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، وأن نسبة المعاقين نتيجة عدوان الأيام الثمانية في نهاية تشرين الثاني الماضي قدرت بما يزيد عن 50% من الجرحى، حيث وصلت نسبة المعاقين من الذكور أعلى من نسبة المعاقين من الإناث، كما ارتفعت نسبة الإعاقة بتقدم العمر.
وحسب الإحصائيات المتوفرة، فإن الإعاقات الحركية هي الأعلى ما بين الأفراد ذوي الإعاقة، فقد بلغت آخر إحصائية صدرت عام 2011 ما يقارب 47.2% من إجمالي الإعاقات.
وحسب التقرير، وصلت الإعاقات بين الأطفال نهاية عام 2011 ما يقارب 1.4% من إجمالي عدد الأطفال، ثلثهم إعاقات لأسباب خلقية، فيما وصلت نسبة الإعاقات لأسباب مرضية 21.6%.
وحول الخسائر البشرية والحوادث الحدودية، ذكر التقرير أن شهر كانون الثاني شهد انخفاضا نسبيا في حالات اعتداء الاحتلال على المواطنين، حيث تعرض القطاع لتوغل شرق مدينة خان يونس، أسفر عن استشهاد مزارع فلسطيني وإصابة ثمانية مواطنين آخرين، فيما استشهد مواطن آخر وأصيب غيره في استهداف للمواطنين شرق مدينة جباليا.
ولفت التقرير إلى أن العمل في الأنفاق من أخطر المؤثرات في حياة المواطن الفلسطيني، حيث تحصد الأنفاق يوميا المزيد من أرواح الأبرياء، وقد أودت الشهر الماضي بحياة أربعة عمّال وإصابة أربعة آخرين في انهيار لنفق على الحدود المصرية الفلسطينية.
ووفقا للإحصائيات، فقد بلغ عدد الذين قتلوا في الأنفاق 232 شخصا، من بينهم 20 قتلوا بسبب قصف إسرائيلي للأنفاق ومحيطها، ومن بين قتلى الأنفاق 9 أطفال، في حين بلغ عدد المصابين من بين العاملين في الأنفاق 597% مصابا منذ عام 2006، وهو العام التي بدأت فيه ظاهرة الموت داخل الأنفاق.
وفي حالتين لانفجار أجسام مشبوهة من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي، استشهد مواطن وطفل وأصيب 4 آخرون، فيما استشهد أحد المرضى على أعتاب معبر 'بيت حانون' جراء الإهمال الطبي الذي تعمدت القيام به قوات الاحتلال من خلال الإجراءات الأمنية المشددة على مرضى القطاع.
وعن حركة المعابر، أوضح أن السلطات المصرية قامت بفتح معبر رفح البري بشكل دائم ومستمر خلال الفترة التي يغطيها التقرير، وتم ذلك ضمن حركة سلسة وسهلة لحركة المسافرين والعائدين.
وحول المعابر التي تربط القطاع بإسرائيل، بين أن سلطات الاحتلال لا تزال تفرض الحظر التام على تصدير المنتجات الصناعية، وخلال الفترة التي يغطيها التقرير لم تسمح تلك السلطات بتصدير أي من منتجات القطاع سوى ثلاث شاحنات من ورد القرنفل، واثنتين وسبعين شاحنة علب بلاستيك فارغة، وثلاث عشرة شاحنة فراولة، لافتا إلى أن نحو 80% من سكان القطاع المدنيين يعتمدون في حياتهم على المساعدات الغذائية التي يوفرها المجتمع الدولي.
وأشار التقرير إلى أنه خلال الفترة التي يغطيها، لم تسمح القوات الإسرائيلية باستخدام معبر صوفا ومعبر كارني لنقل أي نوع من الشاحنات.
وفيما يتعلق بحركة الوفود والقوافل والمساعدات، تطّرق التقرير إلى زيارات وفود أجنبية طبية للقطاع خلال الفترة المذكورة، وإجرائها لعمليات جراحية نوعية للمواطنين، إلى جانب الزيارات التضامنية.
وعن أزمة غاز الطهي في القطاع، أشار التقرير إلى أن الأزمة لا تزال تُراوح مكانها منذ 4 أشهر، وتفاقمت نتيجة للظروف والأحوال الجوية التي تمر بها المنطقة، حيث إن القطاع يحتاج يوميا إلى نحو 250 طنا من غاز الطهي، وذلك لاستعمال البيوت والمخابز ومزارع الدواجن والمستشفيات وغيرها، فيما تتراوح الكميات التي تصل ما بين 140 إلى 170 طنا يوميا، بالإضافة ليومين يكون فيهما معبر كرم أبو سالم مغلقا، وهما الجمعة والسبت.