رام الله- اطلس - تؤكد الإدارة الأميركية كل يوم أنها تنظر في خياراتها بشأن سوريا ويبدو الآن موقف واشنطن أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. ويقف الأميركيون أمام خريطة المعارضة السورية بموقف مزدوج.
مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قال: "نعتبر أن المجلس العسكري الموحّد هو الطرف الملائم والصحيح لتلقي أي مساعدة أميركية" وينبع هذا الموقف من اعتبار قانوني، فالكونغرس الأميركي أقرّ مساعدات بملايين الدولارات ويشير قانون صرف المساعدات أنها ستذهب الى المجلس العسكري الموحّد. وبالفعل وصلت شحنة من المساعدات الطبية الأميركية الى سوريا وتسلّمها داخل الأراضي السورية يوم الخميس الماضي ضباط من المجلس العسكري.
ويزداد الموقف الأميركي تعقيداً مع تغيير في رئاسة أركان الجيش الحر والمجلس العسكري فالمسؤول الأميركي الذي تحدثت إليه "العربية.نت" عبّر عن موقف يتجاهل التغيير الى حدّ كبير وقال "رأينا التقرير عن تغيير في المجلس العسكري وقيادة أركان الجيش الحر وما زلنا نجمع معلومات ولسنا في موقع للتحدث عن التغيير في قيادة أركان الجيش الحرّ"
ربما يجب الإشارة هنا إلى أن الأميركيين يتحدثون عن جمع معلومات بعد أيام من إعلان التغيير وخروج اللواء سليم إدريس من مهماته وتعيين قائد آخر هو العميد عبدالإله البشير مكانه.
ويرسم معارضون سوريون في العاصمة الأميركية صورة جديدة للثوار السوريين ويعتبرون أن المجلس العسكري والذي تمّ تنظيمه منذ خريف العام 2012 لم يعد موجوداً واللواء إدريس تحوّل الى لا شيء منذ هاجم الجيش الإسلامي مستودعاته في شمال سوريا، كما أن اللواء ادريس حاول إنشاء مجموعة مسلحة تابعة له في حمص لكنه فشل في ذلك. كما أن الثوار السوريين في شمال سوريا يتوزعون الى مجموعات تنتظر الإدارة الاميركية التحقق من هوياتهم والتزاماتهم.
خريطة جديدة للثوار
ويعتبر الأميركيون ومؤيدو المعارضة ايضاً أن هناك ثلاث مجموعات كبيرة وهي جبهة ثوار سوريا وجيش المجاهدين والجبهة الإسلامية ومن ضمنها الجيش الإسلامي.
ويقول الأميركيون إن التعاطي مع هذه المجموعات يعود الى هوية عناصرها، فجبهة ثوار سوريا تشمل عناصر وضباطا كانوا جميعاً منتمين الى الجيش السوري الحرّ وهذا ما يؤهلهم أكثر من غيرهم لتلقي أي مساعدة أميركية. وعلمت "العربية.نت" أن الاميركيين طلبوا من قيادة جبهة ثوار سوريا الإعلان صراحة عن تأييدهم للبيان السياسي للائتلاف الوطني السوري لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد.
أما جيش المجاهدين فيشمل 70% من عناصر الجيش الحر ويشكك الأميركيون في انتماءات الباقي من عناصره ويتلقى مساعدات من جماعة الإخوان المسلمين ومن رجال أعمال في دول الخليج العربي.
وتكمن الإشكالية الأكبر مع الجيش الإسلامي ولا ينتمي عناصره أساساً الى الجيش الحرّ. قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ"العربية.نت" أن "الإدارة الأميركية حاولت إجراء اتصال بالجيش الإسلامي وكان هذا قبل عقد اجتماعات جنيف2" ولم تشأ المصادر الرسمية الأميركية إيضاح أي شيء آخر عن هذه المحاولة.
والمؤكد أن الاميركيين وفي مرحلة الإعداد لمؤتمر جنيف2 حاولوا إجراء اتصال بالجيش الإسلامي لكن اللقاء لم يتم وهناك من يقول إن الجيش الاسلامي لم يشأ حينها إرسال موفدين للقاء مندوبي الحكومة الأميركية لأن أحد أعضاء الوفد الأميركي كان امرأة.
وذكر مصدر من المعارضة السورية في واشنطن أن الأميركيين ما زالوا يحاولون إجراء اتصال بالجيش الإسلامي وأن السفير الاميركي روبرت فورد أرسل من خلال أحد مكاتب المعارضة السورية "ايميل" يشير فيه الى رغبة الإدارة في الاتصال والتحدث الى الجيش الإسلامي.
مصدر في وزارة الخارجية الأميركية نفى أن يكون فورد أرسل "الإيميل" فيما أكد مصدر المعارضة السورية لـ"العربية.نت" أن الجيش الإسلامي تلقى الرسالة من فورد لكنه لم يجب عليها.