لم يبق سوى أسبوعاً واحداً تقريباً على انتهاء المهلة الإضافية التي منحها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس لرئيس وزرائه المكلف بنيامين نتنياهو من
أجل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وعلى الرغم من هذا فإن نتنياهو لم ينجز حتى اللحظة أي تقدم ملموس في مفاوضاته مع الأحزاب الأخرى حول الائتلاف الجديد.
غير أنه بدا من الواضح أن نتنياهو فضل كل من يائير لبيد ونفتالي بينيت - اللذان اتفقا على ألا يدخلا حكومة نتنياهو إلا سوياً – على الأصوليين من الأحزاب الدينية المتشددة الذي قام نتنياهو بإبلاغهم خلال الأيام الماضية بأنه لن يكون بوسعه ضمهم الى الائتلاف.
نتنياهو هو الآخر بدا في تشكيل حكومته الثالثة وكأنه كفاحياً أكثر من أي وقت مضى، وأن هذا يعني أنه أصبح على شفا حفرة الاستسلام وبالفعل استطاع كل من لبيد وبنيت أن يضعا نتنياهو في تلك الحفرة التي لن يستطيع الخروج منها لأن كل منهما تضررا منه سابقاً وقررا تلقينه درساً.
أما بالنسبة للجانب الآخر المتمثل في حزب العمل ورئيسته "شيلي يحيموفيتش" التي قررت منذ زمن فإنها لن تتراجع عن قرارها القاضي بعدم الدخول في حكومة يرأسها نتنياهو، وأنها لن تسمح لنفسها بتذبذب آخر من أجل أن تكون حبل نجاة لرئيس وزراء غارق في أمواج اليسار واليمين.
ويشير المحللون الإسرائيليون إلى أن نتنياهو وقع في عدة أخطاء بعد الانتخابات وأثناء مفاوضاته مع الأحزاب لتشكيل الحكومة حتى أنها فاقت تلك الأخطاء التي قبل الانتخابات، ففي زمن قصير بدأ نتنياهو يترنح بين اليمين واليسار، تارة يتوجه ليعانق لبيد ويقاطع بينيت، وتارة أخرى يقاطع لبيد ويعرض على بينيت نصف مملكة "وزارة المالية" في محاولة منه لشق التحالف بينهما، إلا أنه لم يستطع ذلك، فلم يبق أمامه إلا الاستسلام لهما الاثنين.
ويرى المحللون أن نتنياهو لم يكن لديه إحساس بالواقع الذي يدور حوله، مشيرين إلى أنه من المفترض أن استغل نجاح لبيد على الفور، إلا أنه بدلاً من حذوه إلى تلك الخطوة فإن نتنياهو فضل أن يتخذ له صورة رمزية تظهره بطل المرحلة الحالية في "إسرائيل"، إلا أنه لم يجد ما تمناه وانقلب السحر على الساحر.
وهذه الخطوة جعلت نتنياهو شخصية غير مرغوب بها في وسط الجمهور الإسرائيلي بعد الانتخابات، فإن سلوكه بعد الانتخابات يدفع حتى شركاءه المحتلمين لبيد وبينيت النفور منه إذا لم يكن الآن فلا بد أن يكون مستقبلاً.
لقد كان واضحا بأن نتنياهو سيتراجع كي يبقى، ولكن هل تراجعه جعله أهلا للوظيفة رقم 1 في الدولة؟ هل منحه الثقة اللازمة من الجمهور ومن الشركاء الائتلافيين؟، أما شمعون بيرس فلن يذرف دمعة في حال فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة في الاسبوع المتبقي له، والرئيس سيضطر الى تكليف مرشح آخر بالمهمة.
وفي الأسبوع الأخير فإن نتنياهو قد وصل نتنياهو إلى نهاية الطريق، حتى لو شكل الحكومة المقبلة فإن لن يسيطر عليها كالسابقة وذلك لأن كل من لبيد وبينيت هما اللذان سيقرران سياسته وسينحيانه في أول فرصة تناسبهما، ويبقى السؤال الذي سيطرح الكثير من الإسرائيليين على رئيس وزرائهم، متى سيفهم الرسالة ويترك المسرح السياسي؟.