استطاعت العشرينية أفنان علي، أن تضع بصمة أردنية خالصة، من خلال مشروعها الذي أطلقته، عنوانه "مدفأة بشرية متنقلة"، وهو عبارة عن صفائح رقيقة تُثبّت في أجزاء مختلفة من الجسم، على شكل حزام عريض يوضع على الخصر.
ولا تقتصر فائدة الحزام على تدفئة الجسم فقط، تقول علي، وإنما يعمل الجهاز أيضا على تنشيط الدورة الدموية، وإرخاء العضلات.
وقد حاز الاختراع أربع جوائز، وهي جائزة الملكة رانيا للريادة، وجائزة الاتحاد الأوروبي، والجائزة البرونزية في معرض الاختراعات بالكويت حيث صنف من أفضل عشرة مشاريع على مستوى الوطن العربي، إضافة إلى المسابقة العربية لخطط الأعمال التكنولوجية.
"تم تطوير المنتج بعمّان، وألمانيا، وسيتم إطلاقه في السوق عند مطلع السنة الجديدة". وتقول أفنان إن التمويل الذي حازه المشروع من قبل مركز الملكة رانيا كان نقطة انطلاق حقيقية، وقد فتح أمامها آفاقا للإبداع، وساعدها معنويا وماديا، إلى جانب الدعم الذي تلقته من الاتحاد الأوروبي.
"توقع الكثيرُ من الناس فشل مشروعي، إلا أن إيماني وقناعتي بالفكرة، كانا وراء نجاحي"، هكذا قالت أفنان التي أشارت إلى الدور الكبير الذي قامت به عائلتها في دعمها، وفي وصولها إلى النجاح، مؤكده دورها هي في التحضير لهذا الإبداع، لاسيما وأنها حظيت بجو متفتح مشجع، وبمساحة واسعة للإبداع.
وتضيف "أن الوقت، في الوطن العربي، قد حان لتقديم اختراعات تكنولوجية، حتى إن فشلت، إذ يكفي شرف المحاولة".
وقد تم اختيار أفنان، من ضمن مجموعة من النساء في الوطن العربي، يعملن على إنجاز مشاريع في مجال التكنولوجيا، ضمن مشروع أقيم في كاليفورنيا، في مجموعة سيليكون فالي Tick woman وقد جاءت فكرة الاشتراك في هذا المشروع، بغرض السعي إلى إيجاد ما يسمى بـ"أرابيك سيليكون فالي"، خصوصا وأن الوطن العربي يزخر بالطاقات الإبداعية والتكنولوجية، القادرة على إنجاح مثل هذه المشاريع الرائدة. لكن ما يفتقده الوطن العربي، حسب أفنان، هو تشجيع الأطفال في سنّ مبكرة على الإبداع والابتكار.
شاركت أفنان في العديد من ورشات العمل، في أماكن مختلفة من العالم، استطاعت من خلالها أن تتدرب وتعمل في مجال التكنولوجيا، وقد عملت كثيرا في هذا الحقل حتى تتمكن من رفد الوطن العربي، بفضل ما توصلت إليه من خبرة وعلم، لتسهم بجهودها وإبداعها في الارتقاء بهذا الوطن إلى مصادف الدول المتقدمة في مجال التكنولوجيا والإبداع.
وقد قامت في الآونة الأخيرة، بإنجاز برنامج خاص بتلقين مبادئ التكنولوجيا للأطفال، وتعاملهم مع علوم الروبوت الآلي، بالتعاون مع أكاديمية برايت كيدز، وذلك لتشجيعهم على الإبداع منذ سن مبكرة.
وفي هذا الشأن أعلنت أفنان عن رغبتها الشديدة في أن تكون
واحدة من رواد جيل مبدع في صناعة التكنولوجيا في الوطن العربي "عندي إيمان كبير بالإمكانات الإبداعية في الوطن العربي، ولكنها غير موجهة بالشكل الصحيح"، هكذا تقول أفنان التي تؤكد ضرورة استثمار هذه الإمكانات وصقلها بالشكل الذي ينبغي أن تستغل وتصقل به، من أجل تطويرها والنهوض بها.
وتطمح أفنان لأن يكون هناك استثمار حقيقي، من قبل رجال الأعمال، والشركات التكنولوجية الكبيرة للاستثمار، لتشجيع الشباب على الابتكار، وتأمل في أن تخصص الدولة جزءا من الدخل القومي لتشجيع البحث العلمي، كما هو الحال في الدول المتقدمة.