وكان العنزي قد توقع بقاء أسعار النفط عند مستواها الحالي 100 دولار للبرميل حتى نهاية العام الحالي.

وقال العنزي في حوار بالهاتف مع "العربية.نت" إن استخراج النفط من الصخر الزيتي، يتطلب استثمارات كبيرة لا يمكن أن تعود بالفائدة أو تتشكل منها جدوى اقتصادية إلا مع أسعار مرتفعة للغاية لن يصل إليها النفط على المدى المتوسط وهذا ما تؤكده كل المعطيات المتصلة بأسواق الطاقة في العالم.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية، لا تنتج النفط الصخري لكي تحقق أرباحا منه إنما تشرع بخطط ومشاريع في هذا الإطار لسد حاجاتها من الاستهلاك النفطي وفي هذا أهداف استراتيجية غير اقتصادية بالنسبة لأميركا. وقال "إن أميركا تبحث عن تأمين الطاقة لنفسها بأي ثمن".

ورأى الخبير السعودي المختص باقتصاديات الطاقة أن المملكة بوصفها أكبر منتج في العالم لن يكون من المجدي لها الدخول باستثمارات كبيرة في قطاع النفط الصخري، لكونها تظل عنصر الاستقرار الأكثر تأثيرا في أسواق الطاقة.

وعن طريقة استخراج النفط من الصخر الزيتي، قال العنزي إنها تمر بمراحل معقدة يمكن تلخيصها بشكل عام بثلاث مراحل أولها الحفر العمودي ثم الأفقي وبعدها ضغط الماء الممزوج بالرمل بقوة داخل المكمن النفطي.

وذكر أن أهم وأخطر خطوة، هي التكسير أو تفجير الصخور التي تلحق تلك الخطوات الثلاث ما يجعل من هذه العملية المعقدة مكلفة جداً.

وشرح أن ضخ الماء الممزوج بالرمل هدفها تعزيز المسامات وترابطها في هذا النوع من الصخور، إلى جانب ضخ مواد كيميائية بغرض تحفيز الزيت على أو الغاز الصخري من أجل تسهيل استخراجه.
وأفاد أن معظم المعالجات البيئية اللاحقة لهذه العملية غير متوفرة في كثير من الدول ما عدا الولايات المتحدة، مشيرا الى تجربة كندا في الرمل الزيتي، الذي تكون عمليات استخراج النفط منه أسهل وأقل كلفة.

وحدد ثلاثة شروط للصخر الذي يمكن اعتباره حقلا لاستخراج النفط، بأن تكون الصخور مسامية الخواص أي أنها يمكن أن تسمح للزيت بالتسرب كاملاً منها بعد عمليات الضغط والتكسير أو التفجير.

وثاني الشروط أن تكون هذه الصخور غنية بكميات من الزيت، تتطلب دراسة وتجارب من أجل الخوض في غمار العمليات المعقدة لاستخراجه، إلى جانب ثالث الشروط المتمثل بالقدر على الوصول الى هذه الصخور وتطبيق معالجات التكسير والضغط أو التفجير عليها بسهولة دون التأثير على عملية الاستخراج أو رفع كلفتها.

ومع هذه العمليات المكلفة، يرى العنزي ان التحديات لن تقف عن هذا الحد، لأن حقل الصخر الزيتي، عمره قصير حيث تشير الدراسات الى أن السنة الأولى يستهلك فيها الحقل بنسبة 60% وفي السنة الثانية تكون 80% من الصخور قد استهلكت في عمليات الاستخراج وتصل نسبة النفاذ 100% في السنة الثالثة.

وشدد على أن العمليات المعقدة، لا تقف وحدها عائق أمام التقدم في صناعة استخراج النفط الصخري، مبينا أن عامل الحسم في هذه المسألة هو النتائج قصيرة العمر لهذا النوع من النفوط.