الكاتب: صادق الخضور
أيكفي يوم للاستحضار؟ سؤال قد يبدو بصيغ الاستفهام الاستفزازي ..لأن الحديث يدور عمّن سبغت المشهد دوما بعطاء لا ينضب .. عن المرأة الفلسطينية التي همشّت ذاتها من أجل ذوات أبنائها وأحفادها وزوجها، وواصلت العمل دون كلل راغبة في تقديم كل ما باستطاعتها من أجل غد أفضل مهما بدت صعوبة الواقع أحيانا.
هي زوجة الأسير التي صبرت، وتحملّت أعباء يعجز عن حملها رجال، وهي أمنّا التي وطنّت في النفوس معنى الوطن، وعمقّت فينا دوما روح الأمل.
لا بل هي الأسيرة في حدّ ذاتها... فكثيرات هن الأسيرات اللواتي خبزن بصمودهن عجين الكبرياء، وكم كان ذلك سببا في إلهام الشعراء والمبدعين، وهي الروح التي ظلّت على الدوام متوقدّة.
في يومها نتساءل: هل نالت المرأة كل حقوقها؟ وهل أولت أحزابنا وقوانا السياسية المرأة ما تستحقه من اهتمام؟ هنا لا نتحدّث من باب التعاطف بل من باب وضع الأمور في نصابها، ففي الوقت الذي حققت في الكثير من النساء نجاحات لافتة مهنيا لا زال حضور المرأة في كثير من المواقع السياسية محكوما بطابع عاطفي وتكتيكي أكثر منه حقيقة فاعلة .. نقول هذا ولا ننكر أو نغفل وجود بعض الاستثناءات.
لقد كثر الحديث عن التجديد وضرورة ضخ دماء في شرايين العديد من القوى، لكن عملية الضخ لم تبدأ بعد، وآخر إطلالة حرمان المرأة من ممارسة هوايتها الرياضية في ماراثون رياضي، وقبلها الكثير من التهميش المقصود للمرأة في عديد المجالات.
قبل أيام ..ظهرت والدة الشهيد عرفات جرادات.. بدت واثقة غير مترددة... صابرة واثقة ... هي رمز لكل الأمهات اللواتي قدمّن النموذج تلو الآخر عن عظمة المرأة الفلسطينية التي لا يخالجنا الشكّ لحظة في أنها ظلمت على الأقل فيما يرتبط بتوثيق إسهاماتها ومواقفها، ولا زلنا بانتظار جهد حقيقي في هذا الاتجاه.
وحدات المرأة أو النوع الاجتماعي في كثير من الوزارات لا زالت مجرّد حبر على ورق، لماذا؟
بعيدا عن كل التساؤلات.. نعود لنطلّ على المرأة الفلسطينية مزجين لها التحيّة وهي تواصل حمل مشاعل البناء، فكل التحيّة لها وهي التي جادت دوما دون انتظار المقابل... عملت بصمت ولا زالت حريصة على أن تكون سببا من أسباب النجاح في كل ميدان.
لها التحيّة ... للقابضة على جمر الانتظار، للعاملة على مدار الساعة، للجالسة على بوابّة الحسبة في رام الله تحنو على الميرميّة والزعتر وكأنها اختارت الاقتران بدلالات التجذّر ... ولكل نساء فلسطين خالص التهنئة والتبريك، ويظل العرفان بالجميل والامتنان أقل ما يمكن تقديمه.
لكنّ التحية .. منكنّ المواقف..ومنّا تجديد العهد على مواصلة المشوار، وقد حان الوقت لإخضاع مكانة المرأة بين الواقع والمأمول لخطوات عمليّة، كثيرة هي الدراسات وكذا المؤتمرات ..لكنّ في النهاية لا نتائج عمليّة على أرض الواقع.
أنّى كانت التغيرات في آخر السنوات إلا أن القصور لا زال ماثلا، فكم عدد النساء اللواتي تصدرّن القوائم وحملن الرقم 1 في انتخابات المجالس البلدية؟ لا أعرف بالضبط لكن كل ما أعرفه أن العدد محدود، لتغدو الكوتا مجرد كوتا!!!!!!!!!!!!