اطلس- شكل إطلاق الكيان الإسرائيلي القمر الصناعي (أوفك 10) إلى الفضاء تعزيزا جديدا في قدراتها المتطورة تكنولوجيا، خاصة فيما يتعلق بالمهام الاستخبارية التي يحتفظ بالمكانة الأولى فيها إقليميا.
وهذا هو القمر الصناعي الأول الذي يطلقه الكيان الإسرائيلي منذ أربعة أعوام والسابع له في هذا المجال.
وسيعزز القمر الصناعي الجديد الذي أعلنت دولة الاحتلال أنه استقر في مداره بنجاح مساء الأربعاء وبدأ في بث المعلومات إلى الأرض، قدرات "إسرائيل" في رصد تحركات الجيوش العربية أو إطلاق صواريخ بالستية باتجاهها، فضلا عن متابعة تطورات الملف النووي الإيراني.
وقال وزير جيش الاسرائيلي موشيه يعالون إن القمر الجديد "سيضاعف من قدرات الأجهزة الأمنية على التعامل بطريقة أفضل مع مختلف التهديدات القريبة والبعيدة".
وأضاف يعالون أنه "سيساهم في تحسين القدرات الاستخبارية الإسرائيلية، وسيتيح تأقلما أفضل مع التهديدات القريبة والبعيدة، وهي شهادة لترسيخ أفضلية جودة وتقنية (إسرائيل) مقارنة بجاراتها".
ولدى الوزير الإسرائيلي ما يشفع له لشهادة الفخر التي يشير إليها بالنسبة لإطلاق الأقمار الصناعية، إذ أن دولة الكيان هي واحدة من 12 دولة فقط في العالم تمتلك قدرات ذاتية على تصنيع الأقمار الصناعية وإطلاقها.
وتشير معطيات وبيانات الجيش الاسرائيلي إلى أن الأقمار الاصطناعية التي يستخدمها تقوم بنحو 800 جولة تصوير في السنة وتقوم بتصوير 64 ألف دقيقة في العام الواحد.
وسيدور القمر الجديد الذي أطلق من قاعدة "بلماخيم" العسكرية، دورة كاملة حول الأرض كل 90 دقيقة علما أنه مجهز بمنظومة رادار شديدة التطور.
وهو سيقوم بمهام تجسس بقدرات حالية سيما بعد قدرته على تصوير أجسام بقطر نصف متر على سطح الأرض.
مسح للمنطقة
ويقول المختص في الشئون الإسرائيلية عدنان أبو عامر لوكالة "صفا"، إن (إسرائيل) تستهدف من وراء تعزيز قدراتها في مجال الأقمار الصناعية إخضاع المنطقة العربية والإقليمية المحيطة بها مسحا كاملا وعلى مدار الساعة.
ويشير أبو عامر إلى أن دولة الاحتلال تعلم أن التطورات الأخيرة في المنطقة العربية خاصة بعد مرحلة الربيع العربي لم يكن لديها علم مسبق بها ما شكل إخفاقا استخباريا كبيرا لها.
عدا عن أنها –وفق أبو عامر- تجد نفسها بحاجة ملحة في تعاملها مع الجبهات المحيطة بها في سوريا ولبنان وإيران وسيناء إلى جانب قطاع غزة والضفة الغربية لعمل استخباري ومعلوماتي مكثف قبل المباشرة بأي عمل ميداني عسكري.
وقال مسؤولون في وزارة الجيش الإسرائيلية إن القمر "اوفيك 10" الذي يزن 330 كيلو غرام مر بعملية تطوير وتحسين على مدار عدة سنوات، وهو قادر على التقاط صور من مسافة 400 حتى 600 كيلومتر، وفقا لحاجة المشغلين.
وهو يمتاز بقدرة تصوير متطورة ودقيقة جدا وقادر على التقاط الصور في كافة الأحوال والأوضاع الجوية، حيث تم تطويره بالتعاون بين الصناعات الجوية والعسكرية الاسرائيلية وشركتي رفائيل وايل-اوب لتطوير الوسائل القتالية.
وتحتل "إسرائيل" تحتل مكانا متقدما ربما يضعها بين الدول الخمس الأولى في العالم على مستوى الأقمار الصناعية بما يشمل استخداماتها المتعددة تجاريا وإعلاميا وتكنولوجيا أو الاستخدام العسكري والأمني.
ويوضح أبو عامر بهذا الصدد أن (إسرائيل) وهي تطلق القمر الصناعي السابع تحقق تقدما نوعيا على مستوى العالم بهذا المجال بشكل يدفع كبار الدول للجوء إليها من أجل الاستفادة مما وصلت إليه من تقدم تكنولوجي.
ولطالما اعتمد جيش الاحتلال في ضرباته العسكرية على المعلومات الاستخبارية المسبقة خاصة عند التعامل مع تهريب أسلحة لصالح جهات مضادة لها.
وأخر هذه الحوادث عند استهدافها مطلع الشهر الماضي ما قالت إنه قافلة أسلحة مهربة من إيران إلى سوريا ومنها إلى حزب الله اللبناني بعد رصدها عن طريق أقمار التجسس الخاصة بها.
كما استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية معلومات أقمار التجسس في العملية التي قامت بها في المراحل الابتدائية من الحرب الثانية في لبنان قبل سنوات بهدف تدمير صواريخ حزب الله ذات المدى البعيد.
وتقول تقارير إسرائيلية إن استخدام أقمار التجسس لم يقتصر على العمليات الكبيرة حيث تستخدم أجهزة الأمن الإسرائيلية معلومات أقمار التجسس في العمليات الروتينية اليومية.
كما أن الصور ذات النوعية العالية التي تحصل عليها أقمار التجسس تساعد جهاز الأمن الداخلي "شين بيت" والوحدات الخاصة في التخطيط لعملياتها ذات الدقة الجراحية.
كذلك فإن بعض أكثر العمليات جرأة لقوات النخبة من الجيش الإسرائيلي نفذت معتمدة على معلومات تلقتها من صور أقمار التجسس الصناعية.
وتظهر هذه المعطيات التفوق الإسرائيلي الكبير في مجال الأقمار الصناعية عند تعاملها مع التطورات الميدانية.
وبهذا الصدد يقول أبو عامر إن ما يفصل (إسرائيل) عن الدول العربية المحيطة في الجهد الاستخباري والأمني خاصة ذات البعد التكنولوجي ليس أقل من سنوات ضوئية.
غير أنه يشدد على أن هذا التقدم الأمني لا يعني أن (إسرائيل) دولة لا تخطئ أو أنها قادرة دوما على التميز الاستخباري الذي هو في النهاية ينتهي بجهد بشري قابل للصواب والخطأ.
وبالإضافة إلى (إسرائيل) هناك 11 دولة في العالم تمتلك أقمارا صناعية عسكرية مماثلة وهي: الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وكوريا الجنوبية، والهند، واليابان، وأوكرانيا إضافة إلى دولة إسلامية وحيدة ممثلة بإيران.