وفي هذا السياق، تناولت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" هذه القضية في تقرير حمل عنوان "المتشددون في إيران يصعدون حملتهم ضد روحاني بسبب المحادثات مع الغرب". فقد حاول التقرير أن يوضح طبيعة الصراع بين جناحي السياسة الإيرانية، لافتاً إلى أن الجناح الذي يوصف بالتشدد في إيران بدأ تصعيد حملته ضد روحاني بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها المفتشون التابعون للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران والتي تستمر يومين.

ولفتت الصحيفة إلى أن جماعة من البرلمانيين الإيرانيين الذين يطلقون على انفسهم لقب "القلقون" قد هاجموا روحاني في عدة مناسبات خلال الأيام الأخيرة بسبب المحادثات مع الغرب، التي تهدف إلى التوصل إلى حل نهائي وشامل لأزمة الملف النووي.

ونقلت تصريحات لأحد البرلمانيين خلال كلمة ألقاها أمام البرلمان قال فيها "أتساءل بجدية إلى أين تأخذ بلادنا أيها الرئيس؟".
وأضاف البرلماني نفسه "إنني أشعر بالقلق، وسأنتظر لأرى إن كان أي اتفاق يعقده روحاني سيقلص من قدرة البلاد على تخصيب اليورانيوم أو يخضع ذلك لسقف بخصوص نسبة التخصيب".

كما ذكرت الصحيفة أن برلمانياً آخر ذهب لأبعد من ذلك، مهدداً روحاني "بإمكانية عزله من منصبه هو وحكومته إذا تخطوا حدودهم في موضوع المفاوضات مع الغرب". وأشار التقرير إلى أن المتشددين في إيران يحاولون منع روحاني من البقاء في منصبه لفترة ثانية، ويسعون لذلك من خلال انتقاده بشأن المفاوضات مع الغرب، لكنهم لا يستطيعون أن يشكلوا تهديداً مباشراً لتلك لمفاوضات بسبب وجود آية الله علي خامنئي والذي يشكل المرجع الأعلى لاتخاذ القرار في إيران.

يذكر أن الجولة القادمة من المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى الست ستعقد في 13 من الشهر الجاري في العاصمة النمساوية فيينا، حول التفاصيل الفنية الدقيقة للاتفاق الأولي الذي عقده الطرفان، كما أن أي اتفاق نهائي يجب أن يتم التوصل إليه قبل 20 يوليو القادم.