رام الله - اطلس - قال الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ الأول من آب عام 2012، في رسالة من مستشفى 'كابلان' وجهها لشعبه
وعائلته عبر محامي نادي الأسير، إنه رفض عرض الاحتلال بإبعاده إلى قطاع غزة، مؤكدا أنه يفضل الموت على سريره في المستشفى على أن يتم إبعاده عن القدس .
وأضاف في رسالته، حسب بيان لنادي الأسير، إن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من وطني وأهله أهلي، ولكن أقول إنني سأذهب إلى غزة متى شئت ومتى أردت ويحق لي التنقل في وطني متى شئت وأينما شئت، وأرفض أن يتم إبعادي إلى غزة لأن هذا الأمر يعيد للأذهان عملية التهجير القصري الذي حدث للفلسطينيين عام 48 وعام 67، ونحن الآن نناضل من أجل تحرير الأرض وعودة المهجرين وليس إضافة مبعدين آخرين لهم فالأسلوب الممنهج الذي تقوم به إسرائيل لإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم ووضع مرتزقة مكان صاحب الأرض الأصيل لهو الجريمة بحد ذاتها.
وتابع: 'فأنا أرفض قضية الإبعاد لأي مكان فالاحتلال يعمل على تفريغ القدس من أهلها وجعل العرب أقلية، فهنا أصبح موضوع الإبعاد مبدأ، فكل أسير فلسطيني أو شخص فلسطيني يتعرض لضغوطات من قبل الاحتلال يتم إبعاده إلى خارج القدس ليتم تفريغ القدس من أهلها.
وقال في رسالته: أفضل الموت على سريري في المستشفى على أن يتم إبعادي عن القدس فالقدس هي روحي وحياتي فإذا انتزعت منها تم انتزاع روحي من جسدي فلا حياة بعد القدس والأقصى، وبعد القدس لا تسعني جميع الأراضي فعودتي فقط إلى القدس وليس غير ذلك 'فأنا أحث كل الفلسطينيين على التمسك بأراضيهم وقراهم ومدنهم وعدم الخضوع للاحتلال، فأنا لا أنظر إلى المسألة كمسألة شخصية تتعلق بسامر العيساوي بل المسألة وطنية وقناعة ومبادئ متمسك بها كل فلسطيني يحب تراب وطنه، وعليه أؤكد للمرة الألف إما الحرية إلى القدس وإما الشهادة.
وأضاف الأسير العيساوي: 'رغم أن أنفاسي قد ضعفت بسبب ضعف عضلات الصدر ولكن هذا الضعف ليس بيدي، وأتوجه للجميع الذين يخوضون هذه المعركة معي أن يبقوا على نفس النفس لأن هذا الأمر بأيديهم، فالذي يطمئنني أن هذا النفس القوي منكم وفيكم يعيد لي أنفاسي القوية ويرفع من معنوياتي، وأعلمكم أنه لم يبق سوى خطوات قليلة تفصلنا عن القمة، وأحييكم على هذا النفس القوي المستمر المعطاء الذي تمتعتم به طوال هذه الفترة التي مضت'.
وتابع: 'قد تكون معالم المعركة غير واضحة ولكن الانتصار أكيد وحتمي فإما العودة إلى القدس وإما الشهادة وعلى كلا الجهتين انتصار، لأنني رفضت الخضوع للاحتلال أو إلى ابتزاز الاحتلال ورفضت أن أكون جسرا يتم المرور عليه ورفضت التخلي عن دماء الشهداء الذين سقطوا لأجل تحرير الأسرى وآهات الجرحى، فمجرد رفضي الإبعاد هو انتصار على الاحتلال، وكما عاهدتكم سوف استمر بخطواتي حتى النهاية رغم الأوضاع الصعبة التي أمر بها، ولكن هذا لن يؤثر على معنوياتي، والآهات والآلام التي أعاني منها تتلاشى وتختفي بمجرد أن أتذكر أنني لست وحدي بهذه المعركة وأن أبناء شعبي يشاركونني في هذه المعركة، فذلك ينسيني آلامي وآهاتي.
كما وجه سامر رسالة لعائلته قال فيها 'أنا مشتاق لكم كثيرا وأحبكم كثيرا وأنا كما ربيتموني أن أكون قويا كما تحبون أن تروني، فأنا قوي بكم وبحبكم وبدعمكم لي، سوف أستمر بخطوتي هذه حتى النهاية، فإما الحرية والعودة إلى أحضانكم وإما الشهادة، لن انكسر ولن أتراجع عن خطوتي لأنكم لم تقوموا بتربيتي أنا وأخوتي على أن ننكسر أو نتراجع عن حقنا، فرغم اشتياقي لكم واشتياقكم لي إلا أنني على علم أنكم فخورون بي وبالخطوة التي أقوم بها لأنكم تعلمون أنني على حق، وبالرغم من الآلام التي تعانون والقلق الذي تمرون به على حياتي إلا أنكم انتم من عودتمونا على هذه الحياة وانتم ربيتمونا على حب فلسطين والدفاع عنها وعن شعبها، وقوتنا وإرادتنا نستمدها منكم فأنتم الذين كنتم تجوبون أنحاء فلسطين من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ليس للنزهة والمتعة بل لزيارة أبنائكم الذين غيبوا خلف القضبان لزيارتهم والاطمئنان عليهم، فان شاء الله يكون هذا الأمر في ميزان حسناتكم'.
وتابع: 'أمي الغالية أعلم أنك تعبت كثيرا وخاصة في فترة الإضراب وإنك تتنقلين من منطقة إلى منطقة رغم الأمراض التي تعانين منها، وذلك للعمل على دعمي والوقوف بجانبي وإظهار قضيتي العادلة، فقد أصبحت أخجل من تعبك ودموعك.. ولكن يا أمي الغالية هذا الأمر ليس بيدي فأنت التي علمتني حب الوطن، وهذا ضريبة العزة والكرامة، وان شاء الله سأنتصر وأعود إليك مرفوع الرأس، أمي الغالية حافظي على نفسك'.