اطلس- "داعش"، أو التنظيم الذي عرف في البداية بـ الدولة الإسلامية في العراق، قبل أن يتطور مع الأزمة السورية ليصبح الدولةَ الإسلامية في العراق والشام، ولد عام 2006 من رحم الارهاب المتنامي في المنطقة وبات اليوم أكثر التنظيمات الارهابية في العالم عنفا ودموية.
بل أكثر من ذلك.. فتنظيم داعش الذي يتبنى الفكر السلفي الجهادي ويعمل على اعادة الخلافة الاسلامية يعتبر من أكثر التنظيمات الارهابية في العالم تمويلا، اذ تحدثت تقارير غربية أن التنظيم بعد دخوله إلى الموصل بات في رصيده نحو ملياري دولار. داعش لا يخفي نيته في بناء دولته، بل أكثر من ذلك فقد نشر خريطةَ دولته المرتقبة بعد سيطرته على الموصل. التطورات الأخيرة أظهرت أن حدود دولة داعش الافتراضية بدأت تلوح في الأفق.
ووفق خريطة داعش المنشورة فإن التنظيم لم يعد يكتفي بفرض نفوذه على مناطق حساسة في العراق وسورية، بل يسعى ليمتد الى الكويت والاردن وفلسطين والسعودية. يسيطر التنظيم اليوم على مساحة تمتد من محافظة نينوى وقسم من الأنبار غرب العراق، إلى ريف حلب الشمالي قرب الحدود السورية - التركية. كذلك من الريف الشمالي لدير الزور، إلى جنوب الحسكة، وكامل الريف الغربي، وصولا إلى محافظة الرقة قاعدة التنظيم الأساسية.
ويبدو أن التنظيم يسير وفق استراتيجية معينة، اذ أن تطلعاته تشير الى سعيه لبناء دولة تستند إلى مقومات اقتصادية قوية أساسها فرض سيطرته على منابع النفط، كما الامر في دير الزور وصولا الى الموصل حيث النفط والغاز. أكثر من ذلك، يبدو أن استراتيجيةَ داعش تلحظ أهميةَ الماء، فكانت سيطرته على مسارات المياه العذبة، اذ أن محافظتي الرقة ودير الزور السوريتين تلتقيان بمحافظة الأنبار العراقية عبر نهر الفرات، كما يسعى التنظيم لفرض سيطرته على مناطق واسعة عند مجرى نهر دجلة. في ظل ما تقدم.. إلى أي مدى سيستطيع تنظيم داعش تحقيق مبتغاه في ظل استمرار التخبط الاقليمي والدولي تجاه مستقبل المنطقة؟