اطلس- رحب وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى عبر "إعلان جدة" بتشكيل فريق الاتصال الوزارى بشأن مدينة القدس الشريف، داعين إلى سرعة التحرك لنقل رسالة المنظمة بشأن القدس الشريف إلى الدول التى تتحمل مسؤولية سياسية ومعنوية وأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، إضافة إلى دعم جهود المنظمة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس وحشد الموارد اللازمة لوكالة بيت مال القدس الشريف.
وحمل الوزراء، فى ختام اجتماع الدورة الواحدة والأربعين التى انعقدت فى مدينة جدة، إسرائيل، قوة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن توقف مسار عملية السلام نتيجة عدم التزامها بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، واستمرارها فى سياسية الاستيطان والحصار وتهويد مدينة القدس الشريف وتغيير وضعها الجغرافى والديموغرافى.
ودعا إعلان جدة إلى التصدى للتطرف المستتر بالدين والمذهبية وعدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، داعين الدول الأعضاء إلى تعميق الحوار بين أتباع المذاهب وتعزيز الوسطية والاعتدال والتسامح. وجدد الوزراء فى هذا الإطار، الترحيب بمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بإنشاء
مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية الذى أقرته القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة فى مكة المكرمة فى أغسطس 2012. ودعوا الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى إلى الإسراع بوضع هذا القرار موضع التنفيذ بالتنسيق مع البلد المضيف ـ المملكة العربية السعودية ـ حتى يتسنى للمركز الاضطلاع بدوره.
وأعلن مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى تأكيدهم على دعم المنظمة ورفع مستوى فعاليتها، ودعم جهود الأمين العام، السيد إياد أمين مدنى، فى مواصلة عملية إعادة هيكلة المنظمة وتطوير أنظمتها فى كافة المجالات.
ورفض الوزراء الانتخابات الرئاسية التى تمت أخيرا فى سوريا وكافة نتائجها، لتعارض ذلك مع بيان جنيف الذى يدعو لإنشاء هيئة حكومية انتقالية، بهدف إحياء عملية سياسية لتنفيذ المرحلة الانتقالية، بقيادة جميع الأطراف. وأدانوا بشدة إخفاق النظام السورى فى تطبيق قرار مجلس الأمن 2139 الذى يدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السوريين دون عوائق، مطالبين جميع الدول الأعضاء والفاعلين الدوليين المعنيين إلى زيادة تعزيز مساهماتهم بالنظر إلى تنامى أعداد اللاجئين السوريين فى دول الجوار.
وعبر إعلان جدة عن القلق إزاء تطورات الأوضاع فى ليبيا مع حث جميع الأطراف الليبية للدخول فى حوار وطنى شامل للوصول إلى حل توافقى ينهى الأزمة.
وفيما يخص الوضع فى أفريقيا الوسطى، دعا وزراء خارجية التعاون الإسلامى إلى وضع حد فورى لجميع أشكال العنف الذى يتعرض له المسلمون هناك، مشيرين إلى دعم جهود الأمين العام ومبعوث الخاص فى أفريقيا الوسطى، ودعوة الدول الأعضاء إلى تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين من النزاع، ولدول الجوار التى تستضيف اللاجئين.
وأعرب إعلان جدة عن التضامن مع اليمن ومالى وأفغانستان وأذربيجان والصومال وكوت ديفوار واتحاد جزر القمر وجيبوتى والبوسنة والهرسك، وكذلك شعوب جامو وكشمير والقبرصى التركى وكوسوفو، فى طموحاتها نحو تحقيق حياة سلمية وآمنة.
وطالب بوقف استمرار العنف والتمييز ضد المجتمع الروهينجى المسلم فى ولاية راخين فى ميانمار، فضلا عن دعم قرار الأمين العام تعيين مبعوث خاص إلى ميانمار والتوصل إلى حلول مرضية تضمن حقوق الروهينجيا المسلمين وعدم تعرضهم للاضطهاد.
وفيما أدان الوزراء أعمال العنف التى تقترفها مجموعة بوكو حرام مع التأكيد على الدعم والتضامن مع شعب وحكومة نيجيريا للقضاء على هذه المجموعة المتمردة، جددوا التزام دولهم بتوطيد التعاون والتنسيق فى مجال مكافحة الإرهاب، وأشادوا بجهود المركز الدولى الذى أنشأته المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة.
ورحب وزراء الخارجية باختيار المملكة العربية السعودية مقرا للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان.
وفيما يخص الشأن الاقتصادى، حث إعلان جدة الأمانة العامة على إعادة هيكلة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة لتكون أكثر فعالية فى تمكين رجال الأعمال من القيام بدور مؤثر لتعزيز التعاون بين الغرف الإسلامية فى الدول الأعضاء.
ورحب إعلان جدة بالعرض الذى قدمته دولة الكويت لاستضافة الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الخارجية لعام 2015.
وكان مؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى تحت عنوان "استشراف مجالات التعاون الإسلامي" قد عقد فى ختام أعمال دورته الـ 41 اليوم جلسة مغلقة وذلك بقصر المؤتمرات بمحافظة جدة.
وتأتى استضافة المملكة لأعمال الدورة الـ 41 بعد أن صدر عن اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى المنعقد فى دورته الأربعين تحت عنوان "حوار الحضارات.. عامل للسلم والتنمية المستدامة" فى كوناكرى بجمهورية غينيا خلال الفترة من 6 - 8 صفر 1435هـ الموافق 9 - 11 ديسمبر 2013م وتوجيه الشكر العميق لحكومة خادم الحرمين الشريفين على رغبتها فى استضافة الدورة الـ 41 لمجلس وزراء خارجية المنظمة والموافقة على عقدها خلال الفترة من 20-21 شعبان الحالى.
وأوضحت منظمة التعاون الإسلامى أن الوضع فى العراق وسوريا والأراضى الفلسطينية تصدرت أجندة المؤتمر إلى جانب التطورات الأخيرة وأثر ذلك على الأمن والاستقرار فى المنطقة والوضع فى ليبيا فى ضوء الأحداث مؤخرا والمستمرة التى تشهدها إلى جانب أحوال الأقليات المسلمة فى ميانمار والفلبين مضيفة أن ملف الإرهاب والتطرف يعد أحد أهم القضايا المطروحة على طاولة المؤتمر إضافة إلى قضايا الخلاف المذهبى الذى يهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة.
وأشارت إلى أن المؤتمر يشهد على هامش أعماله جلسات جانبية لمجموعات الاتصال الخاصة لجامو وكشمير، ميانمار، مالى، والصومال وجلسة شحذ أفكار خاصة حول موضوع "تحديات السلام فى عالم إسلامى متغير .. رؤية منظمة التعاون الإسلامى " لافتة الانتباه إلى أن عقد هذا المؤتمر الوزارى فى دورته الحالية جاء بعد تسليم رئاسة المجلس من جمهورية غينيا إلى المملكة العربية السعودية , مؤكدة دورها تجاه مختلف القضايا والظروف التى تعانيها الدول الأعضاء .