اطلس- تدفع الاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تتزامن مع طفرة في حجم الثروات الخاصة في العديد من الدول الغنية بالنفط، المستثمرين العرب للتوجه إلى سويسرا بحثاً عن حلول طويلة الأمد وآمنة لإدارة الثروات الخاصة.
ويظهر استطلاع للرأي حول العملاء المحتملين، أجرته شركة (دبليو تي أس أيه) لإدارة الأصول، المتخصصة في إدارة ثروات الخاصة للأثرياء في منطقة الشرق الأوسط، والتي تتخذ من سويسرا مقرا لها، وجود زيادة كبيرة في عدد الاستفسارات التي تتلقيها الشركة، والتي تعكس تنامي استعداد الأسر الثرية في المنطقة لنقل جانب كبير من أصولهم للخارج، وهو مؤشر على احتمال خروج كمية كبيرة من رؤوس الأموال خلال الفترة القادمة من المنطقة التي تواجه غموضا حقيقيا.
ويقول عبدالله مهدي من شركة (دبليو تي أس أيه) لإدارة الأصول "نشهد إقبالا ملحوظا على حلول إدارة الثروات الخاصة من منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، ومن دول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة. ومن المحتمل أن نشهد موجة جديدة من تدفقات رؤوس الأموال القادمة من الخارج، بحثا عن بيئات استثمارية آمنة مثل سويسرا".
وأضاف مهدي "لدينا طفرة في الطلب على خدمات الحفظ والحراسة والمنتجات المهيكلة والمعدة خصيصا لتناسب احتياجات العملاء. ونتوقع نسبة نمو كبيرة خلال العام الحالي، ونعتقد أن سويسرا تملك ميزات تنافسية كبيرة بالمقارنة مع المناطق الأخرى، بفضل الأسعار التنافسية والعوائد المالية الكبيرة، وتنوع المنتجات والحلول الاستثمارية المتاحة".
وتابع "سيواصل مديرو الأصول المستقلون ركوب موجة الازدهار في أسواق منطقة الشرق الأوسط، لأن المستثمرين في المنطقة يعتبرون مديري الأصول المستقلين غير منحازين وغير مرتبطين بمؤسسة مالية بعينها، مما يمكنهم من توزيع تخصيص الأصول بطريقة تتسم بالتماسك والانسجام، وخفض تكلفة الحراسة والحفظ والمعاملات المالية, وزيادة العوائد للمستثمرين".
وتشير الإحصاءات إلى أن سويسرا تصدرت في عام 2013، مراكز إدارة الثروات الخاصة في العالم، وبلغ مجموع الأصول والثروات الخاصة المدارة في سويسرا 2.3 تريليون دولار، بنسبة 26% من إجمالي الثروات الخاصة المدارة في الخارج على مستوى العالم.
ومن المتوقع أيضاً أن ينمو حجم الثروات التي تدار في الخارج (الأوفشور) بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ في المتوسط 6.8%، لتصل إلى 12.4 تريليون دولار بنهاية عام 2018.
ووفقاً لدراسة مجموعة بوسطن الاستشارية، فقد نمت الثروات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بنسبة 11.6% لتصل إلى 5.2 تريليون دولار في عام 2013، بالرغم من التوترات القائمة بسبب ثورات الربيع العربي والصراع في سوريا.
المتطورة لأصحاب الثروات الخاصة من خلال الحلول العالمية إدارة الثروات الخاصة.