اطلس- شملت عمليات المداهمة اليومية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية ضمن حملته الأمنية المستمرة منذ 12 يوما، سرقة ومصادرة أموال ومقتنيات من منازل سكنية ومؤسسات تجارية.
ولم تسلم مبالغ مالية ومصاغات ذهبية من أيدي قوات الاحتلال بل طالت كذلك سرقة ملابس وأجهزة هواتف المحمول بشكل تعسفي إلى جانب التخريب المعتمد بالممتلكات الخاصة والعامة على حد سواء.
ويواصل الاحتلال عدوانه واسع النطاق على مدن الضفة الغربية منذ إعلانه عن اختفاء ثلاثة مستوطنين قرب الخليل في 12 من الشهر الجاري وتضمن حملات مداهمة طالت مئات المنازل والمؤسسات.
واستشهد ستة مواطنين فيما اعتقل أكثر من 500 آخرين منذ بدء حملة العدوان.
سرقة بحقائب
وأخر ما كان يتوقعه الشّاب أنس مسالمة من بلدة "دورا" في الخليل أن تعمد قوات الاحتلال إلى سرقة ملابسه الخاصة ومصادرته بحقائب خاصة وسط ذهوله واستغرابه الشديدين.
ويقول مسالمة لوكالة "صفا"، إن قوة عسكرية من جيش الاحتلال اقتحمت منزله في إطار عمليات التّمشيط الموسعة في البلدة قبل أيام، لتقوم بحملة مداهمة وتفتيش طالت سرقة مبلغ (350 شيكل إسرائيلي) من محفظته وهاتفه المحمول.
وما أثار صدمة مسالمة كما يوضح، هو إحضار قوات الاحتلال ثلاث حقائب ومصادرة ملابسه بعد تعريضها لكلاب بوليسية ترافقهم، من دون أن يجد رابط أمني بين ما تم سرقته من منزله ودوافع اقتحامه.
وما أصاب مسالمة تكرر مع السيدة أم مجدي شاهين وتسكن في نابلس، والتي صدمت وعائلتها بقوات الاحتلال تقتحم منزلهم مع ساعات الفجر وتشن عملية تفتيش واسعة بداخله قبل ان تعتقل زوجها واثنين من أبنائها.
وتشير شاهين ل"صفا"، أن قوات الاحتلال لم تكتف بالاعتقالات بل سرقت منها مبلغ 5 ألاف دينار أردني، ولدى سؤالها عن سبب ذلك أبلغتها تلك القوات بأن المبلغ مصادر كما حصل في منازل أخرى.
كما تشتكى زوجة الأسير عرفات ناصر من قرية دير قديس في رام الله، من سرقة قوات الاحتلال مبالغ مالية تشمل (3 آلاف دينار، و4 آلاف شيقل، و100 دولار) من منزل عائلتها.
وتوضح أن تلك القوات اعتقلت زوجها قبل أسبوع ثم عادت بعد أيام لاقتحام المنزل وشن تفتيش دقيق فيه وتخريب لكافة محتوياته وأثاثه، قبل أن تقوم بسرقة الأموال تضمنت تحرير محضر يفيد ب"وضع اليد على ممتلكات ".
ولفتت ناصر إلى قيام الاحتلال بمصادرة مركبة يمتلكها زوجها إلى جانب الأموال، مشيرة إلى أن والد الزوج أوضح للجنود طبيعة عمله ومن أين اكتسب الأموال نظرا لأنه يعمل تاجرا للأغنام.
استهداف مؤسسات
وإلى جانب عمليات السرقة التي استهدفت منازل سكنية، فإن مؤسسات تجارية وقعت بما فيها من أموال فريسة لدى قوات الاحتلال.
وتعرضت خمسة محال للصرافة في كل من الخليل وبيت لحم يديرها الحاج فضل عابدين لاقتحام قوات الاحتلال التي عمدت إلى تفجير الأبواب وتخريب الديكورات فيها وسرقة الخزنات وما فيها من مبالغ تقدّر بمئات آلاف الدولارات.
وأعرب عابدين ل"صفا"، عن خشيته من ضياع الأموال التي جرى سرقتها بعدما رفض جيش الاحتلال تسليمه ورقة تثبت مصادرتها، ودعوته للتوجه إلى مركز شرطة مستوطنة (كريات أربع) للمراجعة.
والأشد مرارة لدى عابدين أنه لدى مراجعة مركز الشرطة المذكور نفى علمه مصادرة أمواله وهو ما يزيد من مخاوفه بأن ما تعرض له عملية سرقة بوضح النهار من دون أي مبرر.
ظاهرة تتكرر
ويدفع نشطاء حقوقيون باتجاه التأكيد أن حوادث سرقة أموال المواطنين الفلسطينيين تتم بتصرفات فردية من جنود الاحتلال ضمن ممارساتهم التعسفية التي لا رادع قانوني لها.
ويقول الناشط الحقوقي موسى أبو هشهش لـ"صفا" إنه تم رصد عددا كبيرا من السرقات التي ينفّذها الاحتلال في عدوانه المتواصل في الضفة الغربية بدوافع فردية من جنوده عبر سرقة ما يتاح لهم من أموال حينما يدخلون المنازل الفلسطينية.
ويلفت أبو هشهش إلى أن جنود الاحتلال يعمدون إلى استغلال عمليات التّفتيش للمنازل الفلسطينية لسرقة ما يتيسر لهم من أموال ومصاغات ذهبية، موضحا أن كثيرا من العائلات احتجت على تعرّضها للسرقة قبل خروج الجيش من منازلها.
ويشير إلى أنه يجري رفع شكاوى باسم المواطنين الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات للمحاكم الإسرائيلية عن طريق المؤسسات الحقوقية، ومتابعتها وفتح تحقيق فيها من جانب الجيش.
لكن أبو هشهش في الوقت ذاته يرى أنّ الامل معدوم تقريبا في إمكانية استرجاع هذه المبالغ المالية، لأنّ التحقيقات لا تسفر في العادة عن أشياء إيجابية في هذا الصدد.