اطلس- دعا مجلس الأمن الدولي مساء السبت إلى وقف لإطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي.
وقال المجلس في بيان صادر عنه "دعا أعضاء مجلس الأمن إلى عدم تصعيد الوضع وعودة الهدوء وإعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه في نوفمبر 2012."
ولم يحدد المجلس الذي عقد اجتماعا بدعوة من السفراء العرب، موعدا ملزما لدعوته، لكنه شدد على ضرورة احترام القوانين الإنسانية فيما يتعلق بالصراع الجاري.
وعبر المجلس عن القلق بشأن حماية المدنيين في قطاع غزة والكيان الإسرائيلي.
من جهته، قال سفير فلسطين لدى مجلس الأمن رياض منصور للصحفيين عقب إعلان البيان، إن ما صدر عن المجلس لم يتبن الموقف الفلسطيني والعربي المطالب بإدانة العدوان الإسرائيلي وتشكيل لجنة تحقيق .
وقال منصور "ما نفهمه من البيان الصادر هو ضرورة وقف فوري للعدوان الإسرائيلي ونأمل أن يستجيب الجانب الإسرائيلي لذلك لأن هدفنا وضع حد للعدوان وعمليات سفك الدماء ".
وأضاف " في حال لم يستجيب الجانب الإسرائيلي لدعوة مجلس الأمن فإن لدينا الكثير مما في جعبتنا ولن نسمح أن يرتاح مجلس الأمن إلا بتحمل مسئولياتها في تحقيق الاستقرار ووقف العدوان الإسرائيلي ".
تحرك أمريكي
يأتي ذلك في وقت تلقى فيه وزير الخارجية القطري خالد العطية اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي جون كيري بحثا خلاله الأوضاع الجارية في قطاع غزة، وسط مساع دبلوماسية مكثفة لبلورة مسودة اتفاق تهدئة ينهي العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ولم تورد وكالة الأنباء القطرية أي تفاصيل أخرى عن فحوى الاتصال الهاتفي بين العطية وكيري الذي جاء عقب اتصال هاتفي مماثل أجراه الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه سيبحث وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة مع نظرائه الأميركي والفرنسي والألماني جون كيري ولوران فابيوس وفرانك فالتر شتاينماير على هامش الاجتماع بشأن الملف النووي الإيراني غدا الأحد في فيينا.
وقال هيغ في بيان إن هناك حاجة إلى تحرك دولي عاجل ومنسق بهدف إرساء وقف لإطلاق النار كما حصل العام 2012.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة (إندبندنت) إن واشنطن تبحث عن حلفاء عرب يمكن أن يقوموا بالوساطة للتوصل إلى هدنة سريعة واتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وحسب الصحيفة تستعين واشنطن بالقاهرة للتأثير على حماس وفي حال ترددها قد تلجأ إلى قطر أو تركيا.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي الخميس أن واشنطن مستعدة للوساطة لتهدئة الوضع في غزة.
من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي إن كيري تحدث إلى نظيره المصري لحث القاهرة على استخدام نفوذها لتهدئة الوضع.
يأتي ذلك في وقت حذر فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من "مخاطر التصعيد العسكري، وما سيسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء" في قطاع غزة خلال استقباله مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير.
وقال المتحدث باسم الرئاسة إيهاب بدوي إن الحكومة المصرية تجري "اتصالات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف العنف والعمليات العسكرية"، مشيرا إلى ما تواجهه هذه الجهود "من عناد وتعنت".
وكان بلير وصل إلى القاهرة السبت لإجراء محادثات تتركز على الوضع المتفجر في قطاع غزة.
ومن المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا له على مستوى وزراء الخارجية العرب بعد غد الاثنين في القاهرة، وذلك لبحث تدهور الأوضاع في غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم إن هذا الاجتماع يأتي بناء على طلب من دولة الكويت -رئيس القمة العربية- حيث تسلم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعوة رسمية بهذا الشأن.