اطلس- غزة - بدموع الفرحة بالنجاح اختلطت دموع الحزن لعدم قدرتها على الاحتفال بحصولها على المرتبة الثانية على مستوى قطاع غزة في الفرع العلمي
تعانق الطالبة رنا طارق البحيصى والدها الذي وفر لها كل الإمكانيات وسخر لها كل سبل الراحة لتصل إلى هذا النجاح على مستوى قطاع غزة .
وعبرت الطالبة المتفوقة رنا البحيصى من دير البلح عن سعادتها الكبرى بهذا النجاح الذي توقعته من البداية ، مقابل الجهد الذي بذلته طوال مرحلة الثانوية العامة بتوزيع أوقاتها وتكثيف اهتمامها خلال الشهرين الأخيرين قبل بدء الامتحانات العامة مطلع شهر يونيو الماضي ، لتخرج بالحصاد الكبير هذا اليوم .
وحصلت البحيصى على معدل 99.4 ، حاملة بذلك المرتبة الثانية على مستوى قطاع غزة في الفرع العلمي ، والخامسة على مستوى فلسطين ، مؤكدة أنها كانت تحلم بهذه النتيجة منذ البداية .
وقالت البحيصى" أولا وأخيرا أوجه الشكر لله عز وجل بعدما وفقني بالحصول على هذه النتيجة والتفوق ، كما أتقدم بالشكر لوالدي واسرتى التي ساندتني حتى النهاية في طريق النجاح ووفرت لي كل سبل الراحة المادية والمعنوية ، ومدرساتي في مدرسة سكينة في دير البلح "
وأشارت البحيصى في حديثها أنها لم تدخر وقتها لغير الدراسة ، فقد قامت بتوزيع أوقات يومها لختم المناهج الدراسية ثم مراجعتها من خلال الدروس الخصوصية التي ساعدت في النجاح أيضا ، حيث استمرت في الدراسة في الشهرين الأخيرين بشكل مكثف حيث وصلت لمدة 20 ساعة للدراسة يوميا ، ولم تغادر كتبها إلا للطعام .
مشاعر الفرح سادت الأسرة منذ صباح اليوم ، لكن التهاني كانت خجولة نظرا لوجود شهداء في المنطقة التي تسكن بها الأسرة ، ولم يتمكنوا من إطلاق فرحتهم والزغاريد عاليا حفاظا على مشاعر الآخرين ، ومراعاة لشعور الجيران الذين ما زالوا تحت صدمة الصواريخ التي سقطت على المنطقة طوال الأيام الماضية ليلا نهارا .
وأرسلت البحيصى رسالة لم يحالفهم الحظ حيث قالت لدنيا الوطن " الخيرة فيما اختاره الله ، حاولوا مرة أخرى فهذه ليس نهاية الطريق ومن يحاول مرة أخرى سيصل بإذن الله .
ورأت البحيصى أن الامتحانات لهذا العام كانت بشكل مناسب للجميع وتناسب كل المستويات ، وعن طموحها في المستقبل قالت " سأتوجه لتخصص الطب واطمح في الالتحاق بشقيقي الأكبر الذي يدرس الطب أيضا ، وأتمنى أن احصل على منحة لأتمكن من دراستها ، لأخدم شعبي من خلال هذه المهنة الإنسانية والتي طالما حلمت بها منذ القدم "
وأكدت البحيصى أن توقيت إعلان النتائج هو توقيت غير مناسب ، وبرغم النجاح والتفوق لم تشعر به نتيجة الظروف الحالية ، ولم تتمكن من الاحتفال مع أسرتها لتشعر بهذا الانجاز والتحول في حياتها ، كما تمنت أن تطير لمقر التربية والتعليم في رام الله لتحصل على شهادتها وترى علاماتها موثقة في شهادتها التاريخية .
وتبقى فرحة البحيصى مغمسة بألم الجيران والأصدقاء الذين طالتهم الحرب الحالية على قطاع غزة ، وهناك العشرات من الشبان من طلبة الثانوية العامة قد ارتقوا إلى العلياء نتيجة صواريخ الاحتلال الاسرائيلى وحصلوا على الشهادة العليا قبل الحصول على الثانوية العامة .
وقد أشار وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة الدكتور زياد ثابت أن وزارته بغزة لم تطبع اى شهادة من شهادات الثانوية العامة حتى ألان ، نظرا لعدم دوام موظفي التربية والتعليم في الأيام الماضية نتيجة الحرب .