اطلس- تشخص عيون وقلوب مواطني قطاع غزة معاً إلى القاهرة بانتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة من المفاوضات غير المباشرة التي ستستأنف غداً الأحد .
المبادرة المصرية الأخيرة حفظها المراقبون والمواطنون على حد سواء عن ظهر قلب وأصبح نقاش العامّة تفاصيل الورقة المصرية ومدى استجابتها للمطالب الفلسطينية وهل سيوافق عليها الوفد الفلسطيني كرزمة واحدة وفي المقابل هل يمكن ان ترفضها اسرائيل ؟
في هذا السياق , قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة انه من الصعب التوصل الى توقعات دقيقة فيما يخص المفاوضات لان التطورات تأتي ساعة بساعة، مضيفا أن المفاوضات مرتبطة بالميدان وبالساحة الفلسطينية خاصة مع وفد فلسطيني موسع ويجب التباحث مع كافة الأطراف
ونوه الى ان المفاوضات ونجاحها مرتبط بالساحة الاسرائيلية في ظل وجود فجوة سياسية بين نتنياهو وباقي أعضاء الكبينيت الاسرائيلي
ورأي عفيفة أننا نقف في منتصف الطريق بين نجاح المفاوضات وبين استئناف التصعيد مع استبعاد تجديد الهدنة المؤقتة: "برزت مؤشرات ان هناك ترجيح لكفة امكانية استئناف المواجهة في حال التعنت الاسرائيلي فيما يخص الميناء والمطار"
وحول التشاؤوم الاسرائيلي من التوصل لاتفاق بين عفيفة لدنيا الوطن : "كثيرا ما نحكم باطار ردود الفعل الاسرائيلي ولكن يبقى القول ان هناك مجال للمناورات السياسية داخل اسرائيل وليس بالضرورة ان كل ما يقال في اعلامهم حقيقة، لانهم ليسوا في وضع مريح ليحققوا مطالبهم في ظل الضغوط الخارجية وعدم تحقيق اهدافهم في الحرب"
اما التفاؤل الفلسطيني فأشار عفيفة أنه مبني على الوعود المصرية والتوقعات ولكن التيار الأبرز وهو حماس لن يقبل الا بوجود اتفاق واضح فيما يخص الميناء والمطار.
واكد ان اسرائيل ليست بموقف لتضع شروطها فيما يخص جنودها الاسرى لدى حماس، وانما قد يتم التفاوض عليهم بعد وقف اطلاق النار وبتحقيق مطالب فلسطينية.
وعن سر التعنت الاسرائيلي في المفاوضات، قال عفيفة لمراسلة دنيا الوطن: "الاحتلال يحاول ان يخرج بأقل الخسائر وان لا يمنح حماس انتصارا واضحا ، لذا تتعنت في موقفها لمضالح شخصية وحزبية داخل اسرائيل".
وفي حال فشل المفاوضات اعتقد عفيفة ان ذلك سيعطي الفرصة لاطراف اخرى بالتدخل مؤكدا ان مصر ستتمسك بذلك الملف ولن تستسلم لانها تعتبر ان ملف غزة خاص بها وحق من حقوقها.
وأشار الى امكانية وجود اتصالات مباشرة بين حماس واسرائيل في حال فشل الوفد المفاوض حتى تخرج حماس بمطالبها كما حصل في صفقة شاليط.
من جانبه استبعد الكاتب والمحلل السياسي مخيمر أبو سعدة العودة للتصعيد العسكري مجددا، مبينا: " المفاوضات شاقة ومعقدة ومن المتوقع ان تحاول اسرائيل في اللحظات الاخيرة ابتزاز الوفد المفاوض ولكن من المرجح أن يتم التوصل الى اتفاق وفي حل عدم توقيع اتفاق قد نكون في حالة حرب استنزاف بسيطة"
وبين ابو سعدة ان الوفد الفلسطيني معتمد على مصر وهو موافق ضمنيا على الورقة المصرية لانها تحل مشكلة الحصار ولان الوفد يعلم انه لن يأخذ مطالبه مرة واحدة وانما يعتمد ذلك على حالة الهدوء والاستقرار الامني
أما اسرائيل لم تبين حتى اللحظة موقفها من الورقة المصرية ولكن لا مجال ان تتهرب لان هناك ضغط دولي وشعبي
وقال ابو سعدة لدنيا الوطن: "بالنسبة للجنود الاسرى لدى حماس فهو مرتبط بموضوع الاسرى الفلسطينيين ومؤجل الى مابعد شهر من وقف اطلاق النار"
ورأى ان التعنت الاسرائيلي يأتي لسببين امام نتنياهو، انه لا يريد تقديم تنازلات للمقاومة مما ينعكس سلبا على صورته امام شعبه
الامر الثاني أنه يريد ايصال رسالة للعالم وللفلسطينيين أنهم لن يأخذوا مطاليهم وتنازلات اسرائيلية من خلال المقاومة المسلحة حتى لا تشجع المقاومة في المستقبل.
وفي حال فشل المفاوضات أشار: "من الصعب الرجوع الى دوامة الصراع التي شهدناها بالأسابيع الأولى من الحرب ولكن مصر مصممة على انجاز الموضوع دون الرجوع للعدوان، وفي حال رفض الورقة المصرية قد يكون هناك تعديلات وتحسينات عليها".